كشفت صحيفة إيطالية عن مساع روسية لاستقطاب أموال ليبيا التي نهبها الزعيم الراحل معمر القذافي، عبر عرض اللجوء على نجله سيف الإسلام الذي رفض العرض.




أكدت صحيفة «كورياري ديلا سيرا» الإيطالية في تقريرها، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عرض اللجوء السياسي ببلاده على سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي مؤخرا، إلا أنه رفض العرض، وأعرب عن عدم ثقته بأي شخصية سياسية. وتطرق التقرير إلى أن والدة سيف الإسلام، صفية فركش، أبدت قبولا مبدئيا للعرض الروسي، حيث انتقلت إلى المنزل الذي يقيم فيه نجلها إجباريا، وحاولت إقناعه بالعرض، إلا أنه رفضه بحجة الخوف من سلب أمواله التي بحوزته. وأشارت الصحيفة إلى أن سيف الإسلام لديه مخاوف من أن تقدم روسيا على مصادرة أمواله إذا قبل اللجوء إليها، في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى تعزيز نفوذها داخل البلاد. وأضافت أنه يسعى لعقد صفقة مع كتائب الزنتان التي تعتقله لإطلاق سراحه والسماح له بمغادرة ليبيا، نظير جزء من الأموال التي بحوزته.


أموال العائلة

أكدت الصحيفة، أن روسيا تعلم أن سيف الإسلام هو المخزن السري لأموال والده وعائلته التي لا تزال مرصودة في الخارج، وقد علمت ذلك خلال زيارات قام بها موالون للقذافي مؤخرا إلى موسكو، إلا أنه لا توجد معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع حتى اللحظة بسبب التكتم الشديد عليه. وأوضحت الصحيفة، أنه في حال تأكدت المعلومات حول سيف الإسلام، فإن ذلك يعتبر خطوة انتهازية لروسيا من أجل استكمال خططها التي وضعتها خلال الأشهر الماضية، والرامية إلى فرض نفوذ لها أكثر على سواحل المتوسط الليبية، في ظل غياب شبه تام للمنافس الأميركي والأوروبي.


خطوات العودة

أبانت الصحيفة، أن موسكو استعانت بالمشير خليفة حفتر في مراحلها الأولى للعودة إلى الساحة الليبية، حيث وقع الكرملين جملة من الاتفاقيات النفطية والاستثمارية، فيما تسعى موسكو إلى التفاوض بشكل جدي مع ميليشيات مدينة الزنتان الليبية لإطلاق سراح سيف الإسلام، في وقت يخيم فيه الانقسام الحاد بين هذه الميليشيات حول مصيره بين مؤيد لحبسه ورافض. وبحسب الصحيفة التي نقلت عن أحد القيادات للكتائب المتمركزة في الزنتان قوله، إن سيف الإسلام لا يزال يرفض مغادرة المدينة لأي سبب كان، لأنه يشعر بالأمان فيها أكثر من أي مدينة أخرى، في وقت لا تزال مذكرة الاعتقال الدولية بحقه سارية بسبب ارتكابه جرائم ضد المدنيين.