أكدت مجلة «كومنتري» الأميركية، أن الحرس الثوري الإيراني، يخطط لإرسال كوادر من الطلاب إلى معسكرات في سورية، بغرض التدريب والتحضير للدخول في جبهات القتال. وتطرق التقرير الذي أعده الكاتب في المجلة، مايكل روبن، إلى كذب التصريحات الإيرانية الرسمية، بعدم وجود أي قوات إيرانية تقاتل في سورية، مستشهدا بما قاله وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، العام الماضي، وأكد للعالم أنه لا توجد قوات لبلاده تقاتل في سورية، إلا أن مقتل قيادات من الحرس الثوري بعد أقل من شهر من تصريحاته، إضافة إلى مقتل ألف عنصر آخر من الحرس بعد ستة أشهر، يفند أكاذيب الساسة الإيرانيين.

أموال الاتفاق النووي

اتهمت المجلة، إيران بالتربح من الأموال العائدة إليها من خلال الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العظمى عام 2015، وصرفها على الميليشيات التي تقاتل بالوكالة في سورية والعراق ولبنان واليمن وغيرها. وأشار التقرير إلى أن معظم الطلبة الذين تصدرهم طهران إلى سورية يقاتلون بالمجان وبشكل تطوعي، الأمر الذي مكّنها من تعميق وجودها في سورية، رغم وجود ميليشيا حزب الله اللبنانية، التي تقاتل مع قوات الأسد.

وأكد التقرير، نقلا عن مصادر خاصة، أن معظم الطلبة الإيرانيين الوافدين إلى سورية، تم حشدهم من جامعة الإمام الحسين وسط طهران، وهي جامعة تعرف بأنها تقع تحت نفوذ الحرس الثوري، لافتا إلى أن بعض الطلبة قتلوا وجرحوا خلال المعارك الأخيرة في سورية، بعد أن تلقوا دورات تدريبية لمدة شهرين في إحدى المعسكرات المخصصة بسورية.

إذكاء التطرف

أوضحت المجلة، أن إيفاد طلبة المدارس والجامعات الإيرانية إلى سورية، سيترك آثارا سلبية على إيران خاصة والمنطقة عامة، حيث إن نظام الملالي لا يزال يفكر بعقلية القرن الماضي، عندما أنشأ الحرس الثوري بعد ثورة الخميني، وقاتل جنوده إبان الحرب مع العراق، مشيرا إلى أن هذا التاريخ ما يزال يحن إليه الإيرانيون، ويرغبون في تكراره، وإذكاء روح القتال والتطرف لدى الجيل الجديد الصاعد. ولفت التقرير إلى أنه رغم محاولات تسويق صورة معتدلة للمسؤولين الإيرانيين أمام وسائل الإعلام، مثل رئيس الحكومة، حسن روحاني، ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إلا أن حكومة الظل داخل إيران الحقيقية، تطمح في تشكيل جيل جديد من الشباب، يحافظ على نهج المتشددين من قبلهم. وخلص التقرير إلى أن تجربة المقاتلين الصغار في سورية، تلقى رواجا لدى قادة الحرس الثوري ورغبة في تكرارها بالعراق، ولبنان، واليمن، وسورية، مبينا أن خطوة إيفاد الفتيان إلى القتال، تنم عن وجود هزائم كبيرة في جيش النظام السوري ومحاولته الاستنجاد بأي فئة من المقاتلين، مشددا على ضرورة أن يشمل أي إصلاح داخل إيران إضعاف قدرات الحرس الثوري وسيطرته على القرار السياسي والاقتصادي في البلاد.