إن المسؤولية الاجتماعية تحتم على القطاع الخاص الاضطلاع بدوره في تجسيد الشراكة المجتمعية في هذا الوطن، وطن الخير والعطاء، الذي أفسح ذراعيه لاحتضان مؤسسات القطاع الخاص ووفر لها البيئة الآمنة للاستثمار الأمثل، وقدم لأربابها تسهيلات قل أن يحظوا بها في غير مملكتنا الحبيبة، الأمر الذي ساهم في تعاظم إيراداتها وكبر حجم أرباحها المليونية. انطلاقا من ذلك يجب أن يواكب القطاع الخاص الدعم الحكومي الذي تقدمه لكافة المحتاجين من أبناء هذا الوطن.

فإن المسؤولية الاجتماعية زكاة واجبة الأداء من قبل التجار ورجال الأعمال، تجاه فئات هي في أمس الحاجة إلى الرعاية والدعم وتلبية احتياجاتهم اليومية،

فهناك فقراء، ومساكين، وغارمون، وأيتام، وأرامل، ومعوزون، أهلكتهم الفاقة، وعضهم الفقر بأنيابه ونهشتهم الحاجة بمخالبها. وقد آن الأوان للقطاع الخاص بمؤسساته وبنوكه الكثيرة في أرضنا الطيبة، أن يسجل حضوره بقوة، ويضع بصماته الحانية في ظل الحرب الشرسة التي تقودها المملكة ودول التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، وكبح جماح إيران في التوسع في البلدان العربية، وتقليم أظافر المذهبية والطائفية، التي تعاظم شرها واستفحل خطرها وأحدق ضررها بشعوبنا العربية.

وإن أولئك الشهداء الذين قضوا في ميادين الشرف والكرامة دفاعا عن الدين وحماية للوطن وحفاظا على مقدراته، أبناءً وبناتا وزوجات وآباء وأمهات، فقدوا من يعولهم ويأخذ على عاتقه تلبية احتياجاتهم المعيشية من مأكل وملبس ومسكن ودواء. أليس من الوفاء والبر بهم وبأسرهم تعهد مؤسسات القطاع الخاص بتلبية احتياجاتهم ومد يد العون لهم ماديا ونفسيا واجتماعيا وصحيا؟

لقد أحسنت صنعا وزارة التعليم الموقرة ممثلة في مركز المبادرات النوعية، باستحداث مكتب وفاء لرعاية أبناء وبنات شهداء الواجب، وأبناء وبنات منسوبي التعليم الذين توفاهم الله تعالى، ويحسب للوزارة ذلك. لكن مكاتب وفاء في سائر المناطق والإدارات التعليمية، يتوقف نجاحها في أداء رسالتها السامية، وتحقيق أهدافها النبيلة وخدماتها الجليلة وبرامجها الموضوعة، على الدعم المأمول من القطاع الخاص. قبلا وفي عز السلم والأمن والأمان الذي عاشته مملكتنا، غضضنا الطرف عن القصور المريع والتنصل التام من القطاع الخاص عن أداء أمانة الشراكة والمسؤولية المجتمعية، فهل نرى من هذا القطاع المهم في الاقتصاد الوطني والبنوك التجارية، ما يقر عيوننا ويثلج صدورنا ويطيب خواطرنا، من حضور فاعل بمد يد العون والمساعدة والرعاية الكاملة، للتخفيف من حدة المشكلات النفسية والاجتماعية والمادية لتلك الفئة الغالية على قلوبنا جميعا؟ وأعني أبناء الشهداء والمصابين والمرابطين والمفقودين؟


أحمد ضعافي