لا ننكر جميعا مدى الجهود المبذولة من قبل الدولة -رعاها الله - للحفاظ على الأرواح والممتلكات وعمل كل ما من شأنه الارتقاء بالوطن والمواطنين، وبالرغم من ذلك فإن الطرق لدينا في المملكة تُصنف من بين الأخطر على مستوى العالم، وحديثي هنا يتركز على تقاطعات الموت العشوائية، التي هي أحد أسباب الكثير من الحوادث المرورية، فمن الطبيعي عندما نرى تقاطعا في أحد الطرق الطويلة الممتدة مصمما بشكل مناسب لانسيابية الحركة المرورية، وموضحا به كل العلامات والتنبيهات اللازمة، أن لا نستغرب ذلك، لأنه سيخدم سالكيها للوصول إلى وجهتهم بكل سهولة وفي أقصر وقت ممكن، ولكن أن تجد العكس من ذلك تماما طريقا قصيرا تتخلله عدة تقاطعات، فهذا أمر يعتبر مدعاة للاستغراب لدى كل من يدرك نتائجه المأساوية، كما في طريق الأمير سلطان بن عبدالعزيز في محافظة الخرج، الذي يشكل شريانا مهما وحيويا ومرتبطا بطرق رئيسية مهمة - كطريق الملك سلمان، وطريق الملك فهد، وطريق الملك عبدالله - حيث إن المسافة من إشارة الدفاع المدني المتقاطعة مع طريق الملك سلمان باتجاه الجنوب وحتى التقاطع مع شارع ابن زيدون شمالا، قصيرة ولا تتعدى 2 كلم، ويتخللها للأسف تقاطعان خطيران جدا! أحدهما تم إغلاقه فترة قصيرة بصبات خرسانية، وتم فتحه مجددا، وحاليا أصبحا يشكلان خطرا قائما يهدد أرواح العابرين، وعلاوة على تصميمهما غير المناسب، فتهور وطيش بعض السائقين يزيد من خطورتهما، فمن المسؤول عن هذه العشوائية في هذا الطريق وغيره؟ هل هو المرور أم البلدية أم وزارة النقل؟ نتمنى أن نجد تجاوبا وحلا عاجلا لمثل هذه التقاطعات، قبل أن تحل الكارثة ويحدث ما لا يحمد عقباه.


محمد العتيبي