بناء العقل أهم من بناء الأسمنت، وأولى، ولهذا فحينما يأتي مسؤول جديد على رأس هرم أهم مؤسسة تعليمية بمنطقة الباحة، وهي جامعة الباحة، فنحن أمام باب كبير من التفاؤل المشوب بكل الاحتمالات.

سنوات طويلة وجامعة الباحة، على وجه التحديد، تعاني الأمرّين، إذ تعاقب عليها قيادات إدارية، لم يكونوا بحجم الطموح الذي ينتظره الناس في هذه المنطقة، ذات الامتداد التاريخي والحضاري المُشعّ.

كانت دائما طموحات أبناء هذه الباحة على مستوى نظرتهم إلى الباحة في ذهنهم الجمعي التاريخي، وكان الواقع دائما كاسرا لتلك الأماني، وذاك الطموح.

نظرتهم تلك، كانت من قبل أن يكون في الباحة جامعة أصلاً، حينما كانوا يرتحلون إلى الطائف وجدة، كأقرب مدينتين بهما جامعات، فكيف بالنظرة والحلم، وقد صار للباحة جامعة، غير أن واقع جامعتهم الحلم ظل أقل من طموحات العقل الجمعي في منطقة الباحة، وظلت الصحف تنشر لسنوات طويلة، الكثير من الملاحظات غير الجيدة على أداء كادرها الإداري، والأكاديمي أحيانا، منذ تأسيسها وحتى الآن.

الجامعة الآن بيد واحد من أمهر القياديين الأكاديميين من ذوي الخبرة والباع الطويل، وهو الدكتور عبدالقادر كوشك، الذي أدار بامتياز -كما تشير سيرته العملية- كلية الأمير محمد بن سلمان لإدارة الأعمال، ورئاسته لمجلس إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع، وغيرهما.

باختصار الباحة تولد من جديد.