أدى تخلي العديد من الرؤساء التنفيذيين عن أسهمهم في الشركات إلى قلق كثير من المستثمرين في سوق الأسهم وطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل هذه الشركات بصفة خاصة والقطاع الخاص بشكل عام، لاسيما وأن الأمر ظهر على السطح الإعلامي مرة واحدة خلال اليومين الماضيين، حيث أكد مختصون لـ«الوطن، أن بيع أسهم التنفيذيين في الفترة الأخيرة جاءت وفق معطيات مختلفة لكل الشركات، مبينين في الوقت ذاته أن المستثمرين يرون أن بيع الأسهم من قبل التنفيذيين يعد مؤشرا سلبيا، بعكس الشراء الذي يشجعهم على الإقبال والاستثمار في هذه الشركة.



تساؤلات المهتمين

كان عدد من القياديين في الشركات السعودية أعلنوا مؤخرا عن بيع أسهمهم في الشركات، الأمر الذي جعل الكثير من المختصين والمهتمين بالقطاع يتساءلون عن الأسباب.



تعدد الأسباب

أوضح المحلل المالي، مازن السديري، أن الأسباب تختلف من شركة إلى أخرى، فبعضها تعاني من عدم وجود السيولة المادية لدى شركائها، أما فيما يتعلق بتخلي الرئيس التنفيذي لبنك سامبا عن 98% من أسهمه قبل الاستقالة، فإن ذلك يعتبر طبيعيا بأن يتجه إلى بيعها وتحويلها إلى الكاش كمكافأة لنهاية الخدمة.

وفيما يخص البيع في البنك الفرنسي، قال السديري، إن الشريك الفرنسي «كريدي اجريكول»، يعاني من أزمة مالية في الفترة الأخيرة ويحتاج إلى السيولة لمسايرة الاستثمار في الشرق الأوسط، علاوة على بعض الشركات الأخرى التي لجأ الملاك الكبار فيها إلى بيع الأسهم لأغراض اقتصادية مختلفة. وأشار السديري، إلى أن هناك ثلاثة أنواع من مالكي الأسهم الذي يتوجب عليهم الإفصاح عند البيع، وهم الملاك الكبار، أو من يمتلك معلومات داخلية سواء رئيس مجلس الإدارة أو أعضاء المجلس، إضافة إلى الإدارة التنفيذية العليا، ولكل شركة معطياتها ولكن هذا ليس مؤشرا مخيفا، ولا شك أن هناك تباطؤا في السوق السعودي.



التخلص نظامي

المحلل المالي محمد الشميمري، قال، إن بيع أسهم أعضاء مجلس الإدارة والقياديين إذا كانت ملكيته فوق 5% لابد من الإعلان عنها عبر هيئة السوق المالية، بينما لو كانت أقل من ذلك فيجب أن تذكر في التقرير السنوي للشركة، وهي أمور متاحة لهم كما هي متاحة لغيرهم في جميع الأسواق المالية العالمية، منوها إلى أن التنفيذيين من حقهم أن يتخلوا عن أسهمهم لأغراض مباشرة وغير مباشرة، وإذا كانت نظرتهم لمستقبل الشركة ضعيفة سيقومون بالتخلص من الأسهم بشكل نظامي.



إقبال المستثمرين

أضاف الشميمري «مما لا شك فيه أن بيع التنفيذيين للأسهم تعد علامة سلبية في أغلب الأحوال، وأن الكثير من مديري الصناديق يستخدمون البيع والشراء كعلامة سلبية وإيجابية، وعادة ما إذا كان التنفيذي يرى أن الشركة ستشهد نموا في الأرباح فيقبل على الشراء، أما إذا كان عكس ذلك فيقوم بالتخلي عن الأسهم ولذلك يعتمد عليهم كثيرا في عملية إقبال المستثمرين من عدمه».

وواصل، أن بيع التنفيذيين للأسهم كانت منذ فترة طويلة ولكن التصريحات لم تفرض عليهم إلا قريبا، ومن ناحية أخرى هيا موجودة في تقارير مجلس الإدارة من بداية الإعلانات، ولكن لم تخرج على السطح الإعلامي إلا مؤخرا.