تبدو التأثيرات السياسية واضحة حتى على المتضامنين مع أهالي غزة والساعين إلى رفع الحصار عن القطاع بعد أكثر من ثلاث سنوات من فرضه من قبل الاحتلال.
فالجميع، بانتظار المفاوضات التي بدأتها واشنطن، والاهتمام الذي أبدته إدارة الرئيس باراك أوباما بالمسألة الفلسطينية، حتى إن الاهتمام بالحملات التطوعية إلى بحر غزة قد خفت، انتظارا لما ستحمله المبادرات الأميركية من أجل الشعب المحاصر، علّها تحمل الفرج بأمل الوصول إلى الدولة الموعودة التي أقرتها الشرعية الدولية، وعاد وذكّر بها أوباما في كل المناسبات.
تراجع الاهتمام بكسر الحصار غيِّب عن السمع والنظر، منظر السفن المحملة بكل شيء يحتاجه القطاع، وشعارات التضامن بكل اللغات مع الشعب الفلسطيني المحاصر، مما استرعى انتباه المنظمات الإنسانية التي فقدت بعض أعضائها وناشطيها في مواجهات غير متكافئة مع جنود الاحتلال، كما حصل مع سفينة "مرمرة" التركية.
صحيح إن أسطول الحرية الذي كان أول من نبه العالم إلى مأساة أبناء غزة، قد ساهم في تخفيف الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، إلا أن ما "تكرم" به الاحتلال لم يفك ضيق الغزاويين. فقط جعلهم على حافة الجوع بعد أن كانوا تحت خط الجوع.
لا يكفي ما يدخل من مؤن، الأفواه الجائعة في غزة، كما لا تكفي الأدوية المرضى من الشيوخ والأطفال، ولا تكفي المحروقات تشغيل الآليات ومحطة الكهرباء، ولا تكفي أدوات القرطاسية شغف الأطفال في رسم, ولو على الورق، لمستقبل اختزنوه في مخيلاتهم.