الثامن من مارس يوم يحتفى به كمناسبة لما يعرف باليوم العالمي للمرأة، وفي حقيقة الأمر أنه ينبغي أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تقديراً لإنجازاتها، وفتح آفاق جديدة لدعم نضالها ومطالباتها وحقوقها، وعلى أنه تم الاعتراف بيوم عالمي للمرأة منذ ما يزيد على القرن من الزمن، إلا أن المرأة ما زالت لم تحقق كثيرا من المكاسب الحقوقية مع علم العالم بأكمله أن توقف النساء عن ممارسة أدوارهن سواء في المنزل أو في الخارج سوف يعطل حركة المجتمع بأكمله، وهذا ما حدث في بداية انطلاقة اليوم العالمي للمرأة، والذي كان سببه يعود إلى إضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تسبب توقف المصانع في خروج النساء في تظاهره تقارب 15 ألف امرأة عام 1908، تنديداً بعدم إعطائهن حقوقهن ولظروف العمل الشاقة التي يتعرضن لها. فاليوم العالمي للمرأة تذكير بحقوق النساء، وليس احتفالا وحسب.

نشر الموقع الرسمي لمنظمة العفو الدولية تقريراً في اليوم العالمي للمرأة عن مواقف ورأي لسيدات من مختلف أنحاء العالم يحملن شعار «إننا لن ننتظر»، بحيث تتحدث كل واحدة منهن عن الظاهرة التي تؤرق بلادها والتي تمارس ضد النساء. إننا لن ننتظر أبدا شعاراً معبراً عما تفكر به النساء في أماكن عديدة من هذا العالم، فهناك النساء في دول الحروب والنزاعات المسلحة، والنساء تحت وطأة التقاليد والأعراف، وقد شاركت نساء سعوديات تحت هذا الشعار مطالبات بمزيد من الخطوات في مسيرة التقدم والحقوق.

إن المرأة السعودية خطَت خُطوات واثقة لإثبات ذاتها في مسيرة الإنجازات، وبرهنت فيها للعالم على مدى ما وصلت إليه، لهذا علينا ألا نغفل عن دورها في المجتمع، وأنْ نُعطيها كامل حقوقها، وألا تظل تحت قائمة الانتظار. إن تطلعات المرأة السعودية لا تختلف عما تطلعت إليه النساء في بقية دول العالم، فالحقوق لا تختلف باختلاف الزمان والمكان، ولهذا فإن الدولة بشكل ما سعت إلى تحقيق الكثير من المطالب، وفتحت لها المشاركة في صنع القرار، ووجودها في مجلس الشورى كمثال، وبالرغم من هذا مازالت هناك مناصب هامة، مثل تولي وزارة وما يشبهه ليست من المتاح على نطاق التحرك النسوي الذي تشهده النساء السعوديات في هذه المرحلة المتقدمة. وهناك الكثير من القضايا العالقة حتى اليوم، نعم هناك من يتبنى ويصرح بأن للمرأة دوراً مهماً في المجتمع مثل الرجل، لها ما له وعليها ما عليه، ولكن في الواقع هناك ما تنتظره المرأة السعودية، وتتطلع إلى تحققه على أرض الواقع، والتأكيد على أن لكل زمان ووقت مقتضياته، وما ألزم به من سبقونا لا يجب أن يكون ملزماً لنا، ولهذا تتطلع النساء إلى تحقيق المزيد من المطالبات على أرض الواقع.