"خلية نحل نشيطة" هكذا كنّ السعوديات والقائمات على تنظيم منتدى مركز خديجة بنت خويلد الذي حمل عنوان "واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" برئاسة الفاعلة الاجتماعية الأستاذة مها فتيحي حرم وزير العمل المهندس عادل فقيه؛ وبرعاية كريمة من ابنة حبيبنا ووالدنا الأميرة عادلة بنت عبد الله؛ وهي من أولى السعوديات اليوم اللاتي يمثلن لنا قدوة خلال نشاطها الاجتماعي والثقافي الفاعل لدعم قضايا الأسرة والطفولة ومناهضة العنف ضد المرأة؛ إنها تؤدي رسالتها بإخلاص خلال زياراتها المتعددة لمختلف المناطق؛ فمن جازان إلى نجران إلى القطيف إلى غير ذلك دون كلل أو ملل؛ كي ترسخ حضور المرأة في مشهدنا الإنساني والوطني بمعناه الراقي.

والحقيقة؛ أنه في كل مرة يثبت لنا "مركز خديجة بنت خويلد" ويستحق الثناء بأنه نموذج فاعل لعمل المرأة كنواة حيوية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية؛ منذ تأسيسه مع مديرته الأولى الدكتورة نادية باعشن ومساهمته في تفعيل حضور المرأة وحتى اليوم حيث تتولى إدارته التنفيذية الدكتورة بسمة العمير؛ ولهذا ينبغي الاستفادة من تجربته وخبراته في تفعيل دور المرأة ببقية مدن ومناطق المملكة؛ فقد جاء المنتدى خلال الأيام الثلاثة الماضية ناجحا ومنظما في حضوره، ومبشرا برؤى مستقبلية تنموية لا أقول للمرأة بل للوطن؛ ولم يكن ذلك لولا عناية القائمات عليه اليوم في اختيار أسماء مشاركين فاعلين إعلاميا واجتماعيا ودوليا؛ لمناقشة موضوعات حيوية تصب في تعزيز الوعي الاجتماعي والإعلامي بأهمية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية وهو ما تحتاجه المرأة السعودية بالدرجة الأولى كما جاء في كلمة الأميرة عادلة بنت عبد الله رئيسة مجلس إدارة مركز خديجة بنت خويلد، وكانت المفاجأة السارة هي مشاركة الدكتور أحمد الغامدي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة؛ في ظلّ صياح الموسوسين بالشك والريبة ممن يحملون حقائب الأحكام الجاهزة ضد تنمية الوطن ورفاهية أبنائه أينما حلت المرأة السعودية موضوعا؛ متهمين المنتدى قبل رؤية أوراقه والاستماع إليها أو خروج توصياته بأنه يهدف إلى تغريبها؛ ولو كان ذلك صحيحا؛ لما أشركت القائمات عليه الهيئة بورقة عمل ضمن الأوراق التي طرحها المنتدى، لولا إدراكهم لدورها في المجتمع، ولكن ماذا نقول ؟! فهؤلاء كعادتهم؛ لا تسمع صوتهم فيما يعانونه من "وسوسة" إلا فيما يخص المرأة؛ ولا يجدون إنجازا يستحق العيش أكثر من حراستها؛ ولو بوأدها جوعا وفقرا؛ ولايرغبون أن يستوعبوا أبدا بما يصدرونه من أحكام جاهزة ضدها؛ بأن القيادة الحكيمة لن ترضى عليها إلا ما أباحه دين عظيم في آفاقه المتسعة؛ ولا تريد عقولهم أن تدرك بأن أي مجتمع إنساني لا يمكن أن يسير بقدم واحدة ليقطع مشوار الألف ميل؛ واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي ظلّ متطلبات العصر التنموية نحتاج للوصول إلى مصاف العالم الأول؛ ولن يكون إلا بقدمين قويتين سليمتين؛ هما الرجل والمرأة معا؛ للنهوض بمشاريع التنمية الاجتماعية والعلمية والصناعية المستدامة التي نطمح لها مستقبلا من أجل بناء الوطن الحبيب.

أخيرا نجاح وتميز عمل القائمات على هذا المنتدى هو بمثابة رسالة ترسخ وتؤكد قدرة المرأة الفعلية على العطاء في أداء دورها التنموي الاجتماعي والاقتصادي الملتزم في مجتمعنا؛ فهنيئا لنا وللوطن بهن جميعا.