أزّم قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية الأخير العلاقة بين هيئة الغذاء والدواء، والشركات المصنّعة والمستوردة للعبوات والأغطية البلاستيكية، المصنفة برقم 6، بعد مطالبتها بسحبها من منافذ البيع، بحجة كونها مسببة للسرطان. وطالبت الشؤون البلدية والقروية أماناتها الـ16 والفرق الميدانية الرقابية في البلديات، بمتابعة سحب العبوات البلاستيكية من أكشاك المقاهي والمطاعم، التي تستخدم هذه العينة، واستبدالها بعبوات وأغطية مصنفة بالرقم 5، كونها تمتاز بخاصية الأمان الصحي. مصدر مطلع في أمانة جدة كشف لـ»الوطن»، أن الأمانو تتابع عبر مختبراتها سلامة المنتجات الغذائية من أي مخالفات للأنظمة واللوائح المعتمدة في مجال تصنيع وتسويق المنتجات الغذائية، بما في ذلك أساليب التعبئة والتغليف للمواد الغذائية ومنع استخدام أي مواد يثبت ضررها على صحة المستهلك. وتواصلت «الوطن» مع المنسق الإعلامي في هيئة الغذاء والدواء،فيصل العمري، وطالب بإرسال الاستفسار عبر أيقونة «اسأل» إلى المتحدث الرسمي، وعلى مدى أسبوع لم يصل الرد حتى الآن.


فسح الكميات

الملفت في القرار المفاجئ، وفقا لمصادر «الوطن»، عدم التنسيق مع هيئة الغذاء والدواء، التي ما زالت تقوم بفسح كميات كبيرة، وبخاصة من الأغطية البلاستيكية رقم 6، بعد إجازتها رسميا من معامل مختبراتها، الموزعة على المنافذ الحدودية البحرية والجوية والبرية، كونها ملائمة صحيا ولا توجد أي ملاحظات تضر بصحة المستهلك.

عدد من شركات القهوة والمطاعم، أكدت لـ»الوطن»، إفساح هيئة الغذاء والدواء قبل أقل من شهر، لملايين من الأغطية والعبوات البلاستيكية المستوردة، المصنفة برقم 6، وإعطاءهم بناء على ذلك ما يعرف بـ»شهادة الملامسة»، للتأكد من عدم تلوث الأغذية، بسبب هذه المنتجات، بعد إخضاعها لاختبارات تغليف الأغذية، واختبار المواد الملامسة، ودرجة موافقتها مع اللوائح المناسبة للأغذية.


خسائر بالملايين

قدر متعاملون في قطاع الأغذية خسائرهم بعشرات الملايين، بسبب إيقاف تداول عبوات وأغطية البلاستيك رقم 6، دون إخطارهم بشكل رسمي من هيئة الغذاء والدواء أو الشؤون البلدية، التي أغلقت عددا من المحال وأكشاك القهوة السريعة، التي تستخدم تلك العبوات.

«الوطن» تواصلت مع 7 مصانع بلاستيك محلية، وسألتها عن مدى توافر العبوات والأغطية المصنفة برقم 5، مؤكدة عدم توفره خلال الفترة الحالية، رغم الطلبات المتصاعدة على هذا النوع خلال الأيام الـ3 الماضية، وبخاصة من قبل شركات القهوة السريعة.

وأكد أصحاب المصانع أن أكثر طلبات التوريد السابقة التي عمدوا على توفيرها وتداولها محليا، كانت للعبوات والأغطية البلاستيكية رقم 6، موضحين في الوقت نفسه عدم إخطارهم بوقف خط الإنتاج سواء من هيئة الغذاء والدواء أو وزارة الشؤون البلدية والقروية، على الرغم من وجود طلبات يجري تجهيزها لبعض العملاء الذين قاموا بدفع جزء من القيمة الإجمالية للتصنيع.


كود البلاستيك

تشير دلالات الكود التعريفي للعبوات البلاستيكية رقم 6 إلى وجود مادة تعرف بـ»بولي ستيرين»، وتدخل في صناعة الأكواب البلاستيكية والفوم المستخدمة لشرب القهوة وخلافه، وهي مادة محتمل أن تنقل مواد مسرطنة من البلاستيك للأطعمة والمشروبات، التي حظرت الحكومة الأميركية شركات القهوة ومطاعم الوجبات السريعة من استخدامها قبل أكثر من عقدين.

فيما يشير كود البلاستيك رقم 5، إلى وجود مادة «البولي بروبيلين»، وتستخدم في صناعة أكواب الزبادي، وحوافظ الطعام، والصحون وعلب الأدوية وكل ما يتعلق بالطعام، وتناسب السوائل والمواد الباردة والحارة، وتعتبر آمنة، ولا تسبب انتقال المواد الكيمائية للأطعمة.