انتهت أيام معرض الكتاب وودع الأصدقاء بعضهم بعضا على أمل اللقاء في العام المقبل في نفس الفعالية، لأنهم مؤمنون تماما بأنهم ذاتهم المدعوون لا غيرهم يجتمعون للسمر، وفي مطلع كل عام من شهر مارس يكثر الجدل حول الدعوات والمحسوبيات التي تغيب ظهور المبدع الشاب الذي ليس له واسطة أو معرفة مع من بأيديهم كروت الدعوات.. وتوجيه الدعوات لعقول مستهلكة لا هم لها سوى اقتناص الدعوات للحضور والتمتع بأموال الوزارة، ولذلك نرى في كل مناسبة ثقافية الوجوه المكررة التي إن لم تدع تزمجر وتعلو لديهم الأنا المفرطة وكيف تم تجاهلهم وأنهم الأهم!

فالجدل حول الدعوات والمؤتمرات والملتقيات والمعارض سيظل مستمرا مع كل حدث ما لم تكن هناك آلية تعتمد عليها وزارة الثقافة والإعلام تقنع بها مثقفيها عند اختيار المدعوين، وأن من يحضرون هذا العام لن تتكرر أسماؤهم في العام أو الأعوام المقبلة. وعلى ما أعتقد أن الوزارة تستعين ببعض الشخصيات في الوزارة أو من في الأندية الأدبية، وهناك بعض الشخصيات لهم علاقة وطيدة بالمسؤولين في وزارة الثقافة وعندهم الشعور بالعظمة، لا يريدون أن تعقد أي فعالية ثقافية دون دعوتهم وحجز الفندق الفاخر لهم ومقعد الطائرة في الدرجة الأولى ليتفاخر بشخصيته المهمة.

بينما هناك أساتذة مفكرون كرسوا أوقاتهم في البحث والإطلاع والإنتاج وشعراء شباب ومن لديهم مواهب أخرى محجوبون لم يسعفهم الحظ لتكوين علاقات، وبالتالي هم أكثر الناس حرمانا من الدعوات، بينما توجه الدعوات لمن ليس لهم علاقة بالثقافة سوى علاقتهم الشخصية المتينة بمن في يدهم حق الدعوات..

ومن رأيي ألا توجه الدعوات إلاّ للمتحدثين في الملتقى مثل المؤتمرات الطبية وغيرها ومن لديه اهتمام فليتوجه بماله.