بعد ثماني سنوات من إدراج رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين على اللائحة السوداء الأميركية، بسبب جمعه عشرات الملايين من الدولارات لصالح حزب الله، بدأت محكمة اتحادية بواشنطن إجراءات محاكمته، بعد ترحيله إلى الولايات المتحدة من المغرب التي أوقفته يوم 12 مارس الجاري، بناء على طلب السلطات الأميركية. وكانت واشنطن قد اتهمت تاج الدين، الذي يدير إمبراطورية عالمية تتعامل بمليارات الدولارات، من خلال التجارة في السلع بالشرق الأوسط وإفريقيا، بالتحايل على العقوبات المفروضة عليه، بسبب تأييده لحزب الله اللبناني. وهو متهم خصوصا بانتهاك العقوبات الأميركية ضد الجماعات الإرهابية وبغسل الأموال، والارتباط بعصابات لتجارة المخدرات في أميركا اللاتينية.




عامان من التحقيقات

قالت وزارة العدل في بيان إن رجل الأعمال اللبناني دفع ببراءته في محكمة اتحادية في واشنطن، مشيرة إلى أنه سيتم احتجازه إلى حين عقد جلسة أخرى بالمحكمة لاحقا. وذكرت الوزارة أن اعتقال تاج الدين جاء بعد تحقيق مستمر منذ عامين، قادته وكالة مكافحة المخدرات، بمساعدة إدارة الجمارك وحماية الحدود. وأوضح نائب وزير العدل الأميركي، كينيث بلانكو، في بيان أن واشنطن فرضت عقوبات على تاج الدين عام 2009، بسبب دعمه لحزب الله، المصنف على لائحة المنظمات الإرهابية، كما حظرت عليه التعامل مع رجال الأعمال والشركات الأميركية. وتاج الدين الذي يحمل جنسية سيراليون ظهرات عليه علامات الثروة فجأة، بواسطة عمليات مشبوهة قادته إلى السجن في بروكسل، وتصفية شركته «تاجكو» في أنجولا، إلا أنه استمر في العمل تحت ستار أسماء وهمية.




التهرب من العقوبات

أوضحت مصادر أن القرار الذي صدر مؤخرا لا يتهم تاج الدين بتقديم دعم مالي في الآونة الأخيرة لحزب الله، بل بإعادة هيكلة أعماله بعد عام 2009، من أجل التهرب من العقوبات ومواصلة التجارة مع الشركات الأميركية. وكان تاج الدين يشتري المواد الخام من المصدّرين الأميركيين، ويدفع عبر تحويلات مصرفية بقيمة إجمالية وصلت إلى عشرات الملايين من الدولارات. ولم تكن الشركات الأميركية المنخرطة في تلك التعاملات التجارية تعلم أنها متورطة معه. في المقابل، دفع تاج الدين ببراءته، إلا أن المحكمة أوضحت أنه سيتم احتجازه إلى حين عقد جلسة أخرى لاحقا.

قال الضابط المسؤول عن قسم العمليات الخاصة في وكالة مكافحة المخدرات، رايموند دونوفان، في بيان «عمل تاج الدين كمصدر رئيسي لتمويل شبكة إرهاب عالمية» وتقول السلطات الأمريكية إن تاج الدين كان قادرا على إخفاء تورطه ومواصلة التعامل مع شركات أميركية من خلال إعادة هيكلة الشركة، واستخدام شبكة معقدة من الأسماء التجارية.