في الوقت الذي أشاد فيه البعض بمبادرات الهيئة العامة للرياضة في الجانب الثقافي الموجه للشباب، خصوصا المهتمين بالمسرح، من خلال تنظيمها فعالية مسرحية على مسرح «المفتاحة» مطلع الأسبوع الجاري، أبدى عدد من المسرحيين المشاركين في الفعالية ملاحظات وانتقادات كثيرة حول التنظيم والدعاية للعمل، مشيرين إلى أن الإعلان والإعلام كانا ضعيفين جدا ولم يصل خبر العرض إلا لفئة قليلة جدا من المجتمع وبشكل ارتجالي، إضافة إلى ملاحظاتهم على أسلوب تنظيم الفعالية بشكل عام.

وكانت هيئة الرياضة قدمت على مسرح المفتاحة بأبها عملين مسرحيين هما «حياة» و«البيرق»، الأول يحكي ملامح من حياة الأجداد في أبها، والثاني عن بطولات جنود المملكة على الحدود.


ضعف الحضور

أكد المسرحي متعب آل ثواب (أدى دور الراوي في مسرحية حياة) أن التنظيم كان متواضعا، حيث لم تكن هناك إعلانات مسبقة ومكثفة للفاعلية، مشيرا إلى أن الإعلان كان بجوار المسرح فقط، ولم يوضع إلا قبل الفاعلية بيوم واحد فقط، مما أدى إلى ضعف الحضور، حسب رأيه.

وأضاف آل ثواب «كان من المفترض الإعلان عن المسرحية بوقت كاف وعبر التواصل الاجتماعي، ومن خلال إعلانات الطرقات وفي وسط المدينة وفي الأماكن التي يكون فيها تجمعات للجمهور، أو التواصل مع الجهات التنظيمية أو المجموعات التطوعية التي تنظم مهرجانات عسير، مثل فريق خادم وطن، لضمان حضور عدد أكبر من المشاهدين».

وشدد متعب على أهمية التنظيم لمثل هذه الفعاليات التي تحتاج إلى أجواء هادئة دون تشويش، فجودة العمل المسرحي تتأثر جدا في حال كان هناك أي تدخل غير مجدول في العمل.


جهة منفذة فقط

نقلت «الوطن» الملاحظات والانتقادات التي طالت تنظيم الفعالية المسرحية، لمدير مكتب الهيئة العامة للرياضة في عسير معتق آل جرمان، الذي رد قائلا «المسرحية معلن عنها منذ أكثر من 4 أشهر، وهي معتمدة ضمن برامج التنشيط السياحي، ونحن منسقون معهم منذ فترة طويلة، ولكن في النهاية نحن جهة منفذة فقط».

وأضاف آل جرمان أن ضعف الحضور يرجع إلى وجود مواقع وبدائل أخرى.


الترويج للعمل

يرى مخرج مسرحية «حياة» محمد آل مبارك أن التنظيم «كان مقبولا نوعا ما، ولكن ليس لدرجة الاحترافية»، مضيفا أن الإعلان والترويج للعمل لم يكونا على مستوى الحدث، وكان الحضور أقل من المتوقع، وكان ضعيفا جدا. مضيفا «الإعلانات عن المسرحية وضعت الساعة الواحدة فجرا في نفس يوم العرض».

وقال آل مبارك «الحقيقية بذلنا مجهودا واضحا في هذا العمل من جهة الاستعدادات والتدريبات التي استمرت على مدار 5 أيام لكي تظهر المسرحية بشكل يرضي الجمهور، وفعلا لاقت صدى لدى المشاهدين، ولكن كان من المفترض أن تأخذ نصيبها من الدعاية والتنظيم الكافي قبلها بشهر ونصف الشهر».


ضيوف الصف الأول

تحدث لـ«الوطن» محمد القحطاني -أحد الحاضرين للعملين المسرحيين- قائلا «شاهدت مجهودا واضحا من القائمين على المسرحيتين، البيرق وحياة، من حيث الممثلين والديكور، ولكن التنظيم داخل المسرح كان ضعيفا للغاية، حيث كانت هناك ضوضاء في المسرح أثرت على تركيز الحضور، وحرمت بعضهم الاستمتاع الكامل بالعملين المقدمين»، مضيفا «كان تقديم القهوة والشاي والمشروبات والحلوى لضيوف الصف الأول فقط من أكثر ما سبب التشويش على الحاضرين».

من جهتها، تتقول أم عبدالله، إحدى الحاضرات: كان الحضور النسائي ضعيفا جدا، وبعكس ما كان يحدث في مسرحيات أخرى مع أن الدخول مجانا. وأضافت «أعتقد أن السبب هو ضعف الدعاية والإعلان للفعالية، كذلك ظهر بشكل واضح ارتباك التنظيم، حيث تأخر العمل في اليوم الأول عن موعده أكثر من ساعة».

واستدركت «رغم ما سبق من ملاحظات إلا أن المسرحيتين نالتا إعجابي، وكان لهما هدف واضح، ولكن أتمنى أن يكون التنظيم أفضل من ذلك في العروض المقبلة».