رغم محاولات تركيا تخفيض حدة التوتر مع إيران، نظرا للعلاقات القديمة بين البلدين، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أعلن مؤخرا أن السياسات الإيرانية تؤثر على بغداد، مشيرا إلى أن أزمة العراق سببها الطائفية والتفرقة. وحسب تقارير فإن تصريح الرئيس التركي يؤكد تصاعد خلافات بلاده وإيران، لا سيما بعدما أدركت تركيا أن الخطر الإيراني بات يحدق بأمنها، ويطرق بابها عبر البوابة السورية. ونقلت التقارير تصريحا سابقا لنائب رئيس الوزراء التركي، ويسي قايناك، بأن هناك قرابة ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني داخل إيران، يحاولون دخول الأراضي التركية عبر ولايتي وان وأغري، وأن حكومة طهران تتغاضى عن هذا الأمر، وتقدم لهم تسهيلات للقيام بهذه الخطوة. وكان إردوغان ووزير خارجيته، مولود أوغلو، أدليا بتصريحات عن سعي إيران لـ»التوسع الفارسي» و»نشر التشيّع» في سورية والعراق، وتقويض سلامة دول خليجية.


مواقف متباينة

أشارت التقارير إلى وجود خلافات عميقة بين أنقرة وطهران، وأن تمسك الأخيرة بعلاقات البلدين يأتي بعد التقارب الروسي التركي، وخشيتها أن يقلص ذلك التقارب من دورها في سورية، مشيرة إلى الخلاف الجذري في تعامل البلدين مع الأزمة السورية كون تركيا ترغب برحيل نظام الأسد، في حين تركز إيران على تفكيك المعارضة وإنهاء دورها والالتفاف على مطالبها، وقد انعكس هذا التباين خلال جولات المباحثات في «أستانة» عاصمة كازاخستان. وتطرقت التقارير إلى موقف تركيا من الأزمة في اليمن، حيث وقفت إلى جانب الحكومة الشرعية، في حين قامت إيران بدعم انقلاب الحوثيين وأمدتهم بالأسلحة والذخائر.



طرفا نقيض

حسب التقارير فإن أنقرة وطهران تمكنتا من إقامة علاقة براجماتية في السنوات الماضية، لكن التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة، خاصة سورية، جعل البلدين على طرفي نقيض. وأضافت التقارير أنه ليس واضحا حتى الآن إلى أي مدى ستذهب تركيا في مواجهة طهران، غير أن ردود فعل أنقرة حول سياسات طهران في المنطقة تشير إلى اقتراب الصدام بينهما. ولفتت التقارير إلى أن إمكانات تركيا في هذا السياق تعتبر كبيرة، خاصة أنها تشارك في الحرب ضد تنظيم داعش بسورية، وتتمتع بعلاقات قوية مع واشنطن وكذلك بعلاقات رحبة مع الدول الخليجية، وهي ركن أساسي من المنظومة العربية على عكس الموقف الإيراني المحاصر سياسيا واقتصاديا.