وسط حضور كبير من القادة والزعماء العرب، وبمشاركة دولية كثيفة، بدأت في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، أمس، أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته الـ28.

وفيما رأس وفد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ألقى الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز، رئيس الدورة السابقة، كلمة أكد فيها أن رئاسة الأردن للدورة الجديدة للقمة ستعطي دفعا للعمل العربي المشترك، مستعرضا الجهود التي قامت بها بلاده لتنفيذ ومتابعة قرارات القمة الصادرة عن قمة نواكشوط السابقة. ولفت إلى أن القمة العربية الإفريقية في مالابو، عكست عمق ومتانة العلاقات بين العالم العربي وإفريقيا، مشددا على أن مؤتمر باريس حول السلام في الشرق الأوسط، أكد على التمسك بحل الدولتين لتحقيق السلام الدائم.

ودعا الرئيس الموريتاني السوريين إلى الإنهاء الفوري للاقتتال الداخلي، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والحفاظ على وحدة سورية وضمان السيادة السورية على كامل الأراضي السورية، كما دعا إلى إيجاد اتفاق شامل يحقق السلام في ليبيا.

وأكد الرئيس ولد عبدالعزيز، ضرورة دعم المبادرة الخليجية وجهود الأمم المتحدة بما يحفظ وحدة اليمن واستقراره، منوها باستضافة دولة الكويت لمفاوضات الأطراف اليمنية منذ انطلاقها.


القضية المركزية

بعد تسلّمه رئاسة القمة العربية، وإعلانه افتتاح الدورة العادية الـ28 لمجلس جامعة الدول العربية، أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، في كلمته أن أمام الدول العربية تحديات مصيرية، أهمها خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد أمتنا، ويسعى إلى تشويه صورة ديننا الحنيف، واختطاف الشباب العربي ومستقبلهم، وأن الواجب يملي العمل المشترك لتحصينهم دينيا وفكريا، مبينا أن الإرهاب يهدد العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرهم، وأن ضحايا الإرهاب أكثرهم من المسلمين، ولا بد من تكامل الجهود بين الدول العربية والإسلامية مع العالم، لمواجهة هذا الخطر خلال نهج شامل.


محطة جديدة

أكد الملك عبدالله الثاني، دعم بلاده لجهود الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب، تمهيدا لعملية سياسية شاملة، بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد. وشدد على ضرورة أن تأخذ الدول العربية زمام المبادرة لوضع حلول تاريخية لتحديات متجذرة، مما يجنبها التدخلات الخارجية في شؤونها، موضحا أن الخطوة الأولى لترجمة ذلك، هي التوافق على الأهداف والمصالح الأساسية، بدلا من أن يتم اللقاء كل عام، وتتكرر مواقف معلوم جيدا أنها لن تترجم في السياسات، وقال «تحدياتنا مشتركة، فلا بد أن تكون حلولنا مشتركة أيضا، فلتكن هذه القمة محطة جديدة في العمل العربي المشترك».


الحل الوحيد

شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، على أن حل الدولتين هو الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يضمن الأمن، داعيا إلى وقف الاستيطان الذي «يعوق الوصول إلى هذا الحل». وأضاف «حل الدولتين هو الوحيد الذي سيضمن السلم والأمن»، معبرا عن إدراكه أنه ليست هناك خطة بديلة، مؤكدا أهمية وقف أي خطوات أحادية تعوق حل الدولتين، وهذا ينطبق على ضرورة إيقاف الاستيطان المعادي للقوانين الدولية، معبرا عن إدانته للأعمال الإرهابية. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال «حان الوقت لوضع حد للصراع عبر حل سياسي»، معبرا عن أمله في التوصل إلى وقف إطلاق نار، مضيفا بأن أي نجاح في سورية لن يدوم دون حل سياسي يسمح للشعب السوري بتحديد مصيره.