قبل فترة صدر قرار أو دعونا نسميه تجديدا لما سبق منحه لمديري المدارس من صلاحيات معينة، من أهمها صلاحية إيقاف الدراسة، لكن يبدو أن مديري التعليم نسوا هذه القصة، لأن مديري تعليم أهم منطقتين تعليميتين انفجروا غاضبين من مديري المدارس، وأظهروا دهشتهم من إقفال المدارس، دون علم مدير التعليم، مما جعل بعض مديري المدارس يصرخ بدهشة ماذا؟ ألم تعطني هذه الصلاحية فلماذا تصرح بأنها من حقك؟ وعندما انتبه مديرو التعليم أعلن أحدهم أن الصلاحية موجودة، لكنه قرر سحبها.
ما هو أعلى مجرد فصل صغير جدا يصلح لأن يكون مثالا في قائمة مبررات رفض العمل في إدارة المدارسة من قبل المعلمين، حتى وصلت إلى أن يتم استجداء أقل المعلمين مهارة والتزاما بتخفيض الشروط، وأهمها التقدير الدراسي. على كل حال هذا يقودنا للابتسام عند تذكر أمرين: المدارس المستقلة، ومقال قديم لمعالي الوزير الحالي حولها، تنبأ فيه بالكثير من النكات، إذا طبق مشروع المدارس المستقلة وها هي أولها.
بالنسبة إلى معركة الغبار التي بدأها مدير التعليم بالرياض، والذي التزم بعدم إيقاف الدراسة حتى يبلغ الغبار النسبة التي تدعو فعلا لتعطيل الدراسة، معتمدا على أرقام علمية، ولقد جاء بيانه ردا على الغضب الذي تفجر ضده منطقيا إلى حد ما، فمن لديه مشاكل تنفسية نسبة قليلة، وهو لا يريد أن نخسر يوما دراسيا من حياة 90? سليمين.
في الحقيقة من الواضح أن الحملة ضده القائم بها ليس الآباء، لأن غياب طفل عن المدرسة في الثقافة السعودية ليس مشكلة مكلفة، فلا أحد سيسائل الأب عن ذلك، لذا قرار الغياب سهل اتخاذه، وإذا رأى الوالدان خطورة إرسال أبنائهم فلن يرسلوهم ببساطة.
فهل قاد المعركة أشخاص آخرون لا يستطيعون الغياب، لأنهم سيساءلون ولا يملكون مبرر غياب يحميهم من الخصم؟.
لكن تبقى سؤال لمديري التعليم، وهو هل تأكدوا من جاهزية المدارس في الرياض لحفظ صدور هؤلاء الصغار ومعلميهم حتى لا يمرض الصحيح منهم؟ هل أبنية المدارس في الرياض قادرة على صد هذه الهجمة، والمعامل والفصول لن تتأثر بالعاصفة؟
لأن يا سيدي الشجاع التسعين بالمائة عرفنا أنهم لا ربو لديهم ولا مشاكل في ظروف عادية، لكن لا أنا ولا أنت نستطيع الجزم بأن مباني الرياض ستحمي صدورهم بالبقاء سليمة وهم يخرجون إلى مبان وملاعب غير مغطاة وفصول ترتعش نوافذها من رياح عادية، خاصة في المناطق الشعبية في الرياض.
نعم نحن كلنا ضد اللامبالاة، لكننا ضد المخاطرة، والصور التي شاهدناها في مواقع التواصل تشير إلى أن الربع الخالي انتقل بقدرة قادر إلى مدارس الرياض، مما يجعل تنظيف المدرسة يحتاج إلى أيام أخر، وليس يوم العاصفة فقط.
إن ما هو فوق أيضا يشير مباشرة إلى خلل كبير في الوزارة يضيف إليه تلك اللغة التي استخدمت مع مديري المدارس وأشياء أخرى تحتاج لعشرات المقالات حول التعليم والقائمين عليه في بلادنا.