من المهن التي عشقتها ومارستها مطلع شبابي وظائف التعليم، تدرجت فيها معلما وإداريا ومساعدا لمدير التعليم على مدى خمسة عشر عاما، كان لها الأثر الطيب بأن تعرفت على زملاء فضلاء ومدن وقرى المنطقة وأهلها الطيبين خلال جولاتي التفتيشية التي كنا نعاني فيها وعورة الطرق وبدائية المواصلات.

ذكرني بتلك المرحلة (مدير شركة مواهب التربية والتعليم والتدريب بأبها) بدعوة كريمة للقاء طلاب الشركة يوم 1/‏ 6 /‏1438 حرصت على تلبيتها وكان حضورا لافتاً للأبناء الطلبة بقاعة المحاضرات، طلاب المتوسطة والثانوية وأساتذتهم، أجبت خلاله ما أسعفتني الذاكرة من أسئلة، وودعتهم معجبا بما رأيت من جمال الإنسان والمكان.

بمساء اليوم ذاته كمل سروري بزيارة الخل الوفي الدكتور (علي بن إبراهيم النملة) وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق، الذي يقدم أغلى الهدايا، 25 كتابا، غيض من فيض مؤلفاته الكثر عن (الاستشراق والمستشرقين)، تخصص بالدراسة عن الاستشراق بمساوئه ومحاسنه والمستشرقين بإيجابياتهم وسلبياتهم، أحاط بما صنفه الأوائل والمحدثون عن هذا الجانب الذي لم يجاره فيه أحد من العلماء والباحثين على ما أرى، رغم مشغولياته المتعددة بالجامعات فالشورى والوزارة حتى التقاعد، لم يتوان عن تزويد المكتبة العربية بالمزيد من النتاج النافع.

ذكرتني الزيارة اللطيفة بزمالة شرفت بها ومعاليه بالدورة الشورية الأولى 1413-1417 امتدت صداقتها لمستقبل الأيام بإذن الله تعالى.