في وقت وصل الرئيس الصيني أول امس الولايات المتحدة للقاء ترمب، وعقب إطلاق كوريا الجنوبية، أول من أمس، صاروخا باليستيا بعد يوم واحد من تجربة صاروخية مماثلة للجارة الشمالية، رجح محللون عسكريون إجراء الأخيرة تجربتها النووية السادسة قريبا، والتي يتوقع أن تكون أقوى بـ14 مرة من سابقاتها، في وقت تحدثت تقارير استخباراتية عن إمكان أن تتخذ الإدارة الأميركية الرد من جانب واحد ضد تحركات بيونج يانج، وعدم انتظار رد الصين الفاتر والمتردد، لكبح جماح طموحات كوريا الشمالية النووية. وقال خبراء، إن التمرد الكوري الشمالي إذا لم يتم كبح جماحه، فإنه من المرجح أن يؤدي إلى اندلاع صراع كارثي غير مسبوق في شبه الجزيرة الكورية، وإن صمت بكين لن ينفع إذا ما تفاقمت التطورات. ويأتي التصعيد بين الكوريتين، قبيل قمة أميركية صينية في فلوريدا اليوم، فيما قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إنه اتفق مع ترمب خلال اتصال هاتفي على أن التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية هي استفزاز خطير، وينتظر كيف سيكون رد الصين على هذه التهديدات.


الاستهانة بالقدرات

تزامنا مع اللقاء بين الرئيسين الأميركي والصيني، توقع خبراء أن تكون قضية كوريا الشمالية على طاولة النقاش بين الزعيمين.

وتشير بعض التحاليل إلى أن الخطأ الذي ارتكبه المجتمع الدولي تجاه برنامج بيونج يانج هو الاستهانة بقدراتها النووية، وبمدى تطويرها التقنية المتقدمة، إذ أثبتت الأخيرة في السنوات الماضية أنها قادرة على تطوير الصواريخ الباليستية الطويلة المدى وتهديد أمن العالم، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية يجب أن توحي إلى الصين بأنها ستتحرك بمفردها من أجل الضغط على الأخيرة.


حرب هائلة

من جانب آخر، يرى مراقبون أن تكتيكات كوريا الشمالية تتمثل في اتباعها حربا غير متساوية الأطراف، إذ إنها تعمل على استغلال نقاط العدو ومباغتته باستخدام وحدات سرية وعالية التدريب، فيما لو اختارت واشنطن شن ضربة عسكرية فإن الفوضى ستضر العالم، وقد تندلع حرب نووية مهولة تهدد منطقة المحيط الهادئ، وربما تنحاز الصين إلى جارتها الشمالية على غرار ما فعلته في منتصف القرن الماضي.

وصرح ترمب أول أمس، بأن بلاده مستعدة للتحرك بمفردها ضد كوريا الشمالية في حال لم تستجب بكين للمطالبات الدولية الداعية للتحرك ووقف استفزازت كوريا الشمالية.

والتقط صور بالأقمار الصناعية لموقع اختبار نووي رئيسي في كوريا الشمالية مؤخرا، أشارت إلى أن الأخيرة قد تكون في مراحل متقدمة لإعداد تجربة نووية جديدة، فيما لا يستبعد أن تجرى هذه التجربة خلال زيارة الرئيس الصيني إلى واشنطن، أو بالتزامن مع الذكرى المئة والخمسين لميلاد كيم إيل سونج، منتصف الشهر الجاري.