شهد عدد من المناطق أمس وأول من أمس موجة رياح مثيرة للأتربة والغبار، تسببت في تعليق الدراسة ببعض المناطق والمحافظات، وطالب أكاديمي متخصص في المناخ وزارة التعليم باتخاذ قرار تعليق الدراسة من خلال استخدام أجهزة استشعار مدى الرؤية حيث يصبح القرار رقميا، فيما تسببت موجة الغبار في تضاعف أسعار الكمامات 300 %.


 عودة الملاحة


عاودت موجة الغبار التي ضربت جدة أول من أمس نشاطها منذ الساعة العاشرة من صباح أمس، وأكد مدير الإعلام العلاقات العامة بمطار الملك عبدالعزيز الدولي تركي الذيب لـ«الوطن» عدم تعليق الرحلات على الرغم من الموجة، مؤكداً انتظام إقلاع وهبوط كافة الرحلات المجدولة أمس وعدم تعليق أي رحلة لأي من الشركات العاملة بالمطار كون مدى الرؤية الأفقية ما زالت ضمن النطاق المسموح به وفق الأطر القانونية لحالات تعليق إقلاع أو هبوط الرحلات الدولية والداخلية. فيما عادت حركة الملاحة البحرية في ميناء جدة الإسلامي الساعة السابعة من مساء أول من أمس بعد أن تم إيقافها لمدة 8 ساعات لتعود للتوقف مرة أخرى في تمام الساعة العاشرة من صباح أمس. وأشار تنبيه متقدم من قبل هيئة الأرصاد وحماية البيئة إلى استمرار حالة نشاط الرياح السطحية الجنوبية المثيرة للأتربة والغبار إلى الساعة الرابعة عصر أمس.


رياح سطحية


أوضح المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة العقيد سعيد سرحان أن الأجواء ما زالت تتعرض لرياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار تتأثر منها المناطق الساحلية بشكل أكبر. وأضاف أن تنبيه متقدم ورد للقيادة والسيطرة من هيئة الأرصاد وحماية البيئة، عن حالة استمرار النشاط في الرياح السطحية الجنوبية قد تصل سرعتها إلى أكثر من 55 كلم في الساعة مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية قد تصل إلى أقل من 1 كلم تتأثر منها محافظات جدة، الليث، القنفذة، رابغ، والأجزاء المجاورة، تستمر حتى الساعة الرابعة من عصر أمس.


 أسعار الكمامات


تسببت موجة الغبار بجدة، في ارتفاع أسعار الكمامات الطبية بنسبة 300 %، ما أدى إلى تزايد شكاوى المواطنين والمقيمين، فيما تزايدت منافذ بيع «كمامات الغبار» ضمن تقاطعات الشوارع الرئيسية، من قبل العمالة الوافدة.  وعزا عاملون في بعض الصيدليات الارتفاع لكثرة الطلب وقلة المعروض من الكمامات الطبية الوقائية، حيث كانت في السابق تباع الـ3 كمامات بريال واحد، فيما ارتفع السعر حاليا إلى أن أصبحت تباع الكمامة الواحدة بريال، أما العمالة الوافدة فتبيع الكمامة بـ3 ريالات.


 متابعة النشرات


دعت قيادة حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة مرتادي البحر من الصيادين، والمتنزهين، وهواة الرياضات والرحلات البحرية، إلى أخذ الحيطة والحذر في ظل ما تشهده المنطقة من تقلبات جوية خلال هذه الأيام وفق ما أشارت إليه تقارير الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة. وشهدت أجواء العاصمة المقدسة صباح أمس وحتى ساعات العصر الأولى أجواء صحوة ومشمسة حيث بلغت درجة الحرارة الكبرى 41 درجة مئوية، فيما راجع مستشفيات العاصمة المقدسة نحو 150 حالة، وتم تنويم 3 حالات تنفسية منذ أول من أمس بسبب موجة الغبار بالمنطقة.


غرف الأكسجين


لمواجهة موجة الغبار التي ضربت جدة خلال اليومين الماضيين استعانت صحة جدة بما أسمتها «غرف الأكسجين»، والتي تم تخصيصها لاستقبال الحالات المتضررة من الغبار بين الأطفال، وذلك عبر تقديم الخدمة بشكل سريع لمراجعي مستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية. وشددت صحة جدة على الـ8 مراكز صحية المناوبة في المحافظة بضرورة العمل لمدة 16 ساعة في اليوم لتخفيف الضغط المتوقع على المستشفيات الكبرى، وخصصت مستشفيي الولادة في العزيزية والمساعدة ومستشفى الملك عبدالعزيز، لاستقبال حالات الأطفال الطارئة، واستنفار أقسام الطوارئ الأخرى في كافة المستشفيات من أجل تقديم الدعم والعلاج اللازم للمتضررين من الغبار.


 الصحة تتأهب


كشف المتحدث الرسمي لصحة جدة عبدالله الغامدي عن أن صحة جدة استمرت في رفع درجة التأهب في جميع المرافق الصحية بمحافظة جدة لاستقبال الحالات الطارئة، وذلك عبر زيادة عدد الأطباء والتمريض لتقديم الخدمات الطبية للمرضى الذين يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن موجة الغبار التي تشهدها محافظة جدة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن كافة المستشفيات في المحافظة بالإضافة إلى 8 مراكز صحية مناوبة تعمل لمدة 16 ساعة وهي مراكز مدائن الفهد، وقويزة، والمحجر، وشرق الخط السريع والسليمانية والسلامة وثول وذهبان، تقدم خدماتها للمراجعين وتعمل على علاج واستقبال الحالات المتضررة من الغبار، بالإضافة إلى المراكز الصحية الأخرى التي تعمل بدوامها الاعتيادي.

وكشف الغامدي أن أول من أمس سجل نحو 100 حالة راجعت المستشفيات والمراكز الصحية كان أغلبها في المراكز الصحية فيما استقبلت المستشفيات عددا لا بأس به من الحالات التي تضررت من الغبار.


أجهزة استشعار


طالب أكاديمي متخصص في المناخ وزارة التعليم باتخاذ قرار تعليق الدراسة من خلال استخدام أجهزة استشعار مدى الرؤية حيث يصبح القرار رقميا. وأكد أستاذ علم المناخ بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن استخدام أجهزة استشعار مدى الرؤية سيتيح "تعليق الدراسة" رقميا، وسيرفع الحرج عن الجهات المعنية، وهو مفيد في قياس مدى جودة الهواء. كما أنها تحذر مرضى الربو، وتفيد المطارات وإدارات المرور والمسافرين والمواطنين عموما.