تمسكت إحدى الأسر بمكة المكرمة بعدم إتمام عقد قران ابنتها إلا بعد أن يلتزم زوجها بعدم منعها من السفر حال حصولها على بعثة خارجية، وهو الأمر الذي لم يتردد أمامه الزوج، ووافق على الشرط ووقع عليه.

وقال المأذون الشرعي صالح الغامدي لـ«الوطن» إن «90% من شروط ولي أمر الزوجة أثناء عقد القران تكمن في أن يؤمن لها منزلا مستقلا، وألا يمنعها من الوظيفة، وهما الأمران اللذان اعتدنا عليهما خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «شرط عدم منع الزوجة من الابتعاث ظهر مؤخرا، وحينما يتم ذكره داخل العقد أقوم بدوري كمأذون أنكحة بتوضيح هذا الشرط للزوج، فبعض الرجال أعمالهم لا تمكنهم من مرافقة زوجاتهم المبتعثات بالخارج، وهذا الأمر قد يتفاجأ به الرجل في المستقبل، لذا على كل شخص يرغب في إبرام هذا الشرط داخل العقد الاطلاع التام على شروط وضوابط مرافقة المبتعثة، وعدم الموافقة بشكل سريع كي لا يحدث اختلاف بعد الزواج، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى الانفصال، وهو ما لا نود أن يتم الوصول إليه».

وأوضح الغامدي أن «مأذوني الأنكحة يجب عليهم توضيح كافة الأمور، وتفصيلها بشكل مباشر أثناء تحرير العقود، حتى يكون الجميع على بينة واطلاع بكل ما تم توثيقه داخل هذا العقد الشرعي».

وأبان أن «البعض لا يفرق بين المنزل الشرعي والمستقل، فهنالك اختلاف كبير بينهما، فالأول المقصود به الغرفة بمنافعها، في حين المستقل هو المنزل المتكامل الذي يمثل الاستقلالية التامة للزوج والزوجة، وهو ما يقطنه أكثر المتزوجين».

من جانبه، قال المحامي والمستشار القانوني سلطان الحارثي لـ«الوطن» إن «العديد من قضايا الخلع، والطلاق تشهدها المحاكم بسبب جهل الشباب بمثل هذه الشروط، لذا يجب على ولي أمر الزوجة والشاب المتزوج تحديد كل شروطهما، والاتفاق عليها قبل توقيع العقد، لتجنب المشكلات المستقبلية، وعدم الخوض في مطالب قضائية داخل محاكم الأحوال الشخصية»، مشيرا إلى أن هذا النوع من القضايا لا يقل نظرها عن ستة أشهر.