أكد عميد الخدمات التعليمية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، عضو اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي، الدكتور عمر بن سعيد باغبره العمودي، لـ«الوطن»، أن هناك مباني لشركات كبرى في المنطقتين الشرقية والغربية بالمملكة لم تلتزم بتطبيق الكود السعودي، وبالأخص المباني الواقعة في مناطق السبخات المنتشرة في هذه المناطق. لافتاً إلى أن الكثير من المواقع الساحلية على الخليج العربي والبحر الأحمر تعتبر من المناطق ذات «سبخات مالحة»، وهي تتطلب مواصفات واشتراطات محددة في كود البناء السعودي، بيد أن مواصفات بعض تلك الشركات أقل من متطلبات كود البناء السعودي.


شروط ومواصفات

أشار العمودي إلى أن نسبة المباني في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، المطبقة للكود السعودي في الوقت الحالي قليلة جداً، موضحاً أن الكود السعودي، يقدم أدنى المواصفات والمتطلبات الفنية الواجب توافرها في جميع المباني، لافتاً إلى أن الكود السعودي هو عبارة عن شروط ومواصفات تمثل الحد الأدنى من المميزات، وبالأخص الاشتراطات المتعلقة بمقاومة الزلازل ومقاومة الحرائق، والصحة العامة والقوة والديمومة، مبيناً أن المشاريع الحكومية متوافقة مع المتطلبات الدنيا للكود. وقال إن كود البناء السعودي، جاء بناء على بحوث علمية وهندسية وخبرات سعودية كبيرة خلال الأعوام الماضية.


المرجعية الفنية

يخضع الكود كل 5 أعوام للتحديث، والتحديث الأخير لعام 2017 سيتم الانتهاء منه خلال الأشهر القليلة المقبلة، مشدداً على أن اشتراطات ومواصفات كود البناء السعودي ستصبح واجبة التطبيق بدءًا من العام 2022 لجميع المباني الحكومية والخاصة حسب الأوامر الملكية الصادرة في بداية هذا 2017، وسيكون الكود بمثابة المرجعية الفنية في عقود الإنشاء والبناء، مضيفاً أن التحديثات المستمرة في الكود هي بناءً على المستجدات والمتغيرات في المملكة، مشيراً إلى أن اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي تعمل حالياً إلى جانب تحديث الكود، على تدريب جميع المهندسين والفنيين والتقنيين في المملكة على تطبيق ومتابعة الكود، وكذلك طلاب الهندسة في الجامعات السعودية، وأن وزارة الشؤون البلدية والقروية هي الجهة المعنية بمراقبة تطبيق الكود في المستقبل، وبالتزامن مع إطلاق الكود، سيتم عقد 3 اجتماعات تعريفية للمهتمين في كل من الرياض وجدة والدمام.


حرارة الأجواء

كان فرع الهيئة السعودية للمهندسين بالأحساء بالتعاون مع شعبة الهندسة الإنشائية في الهيئة السعودية للمهندسين، استضاف الدكتور العمودي لتقديم محاضرة بعنوان: «متطلبات الديمومة وحرارة الأجواء في كود البناء السعودي»، بحضور 80 مهندساً من مختلف التخصصات والجهات الحكومية والخاصة.

وتطرق لعدة محاور منها: خصائص ومعدلات الحرارة والملوحة المرتفعة في التربة والأجواء والبحار والسبخات في منطقة الجزيرة العربية مقارنة بعدة مدن عالمية، مما يؤثر بشكل مباشر على المباني الخرسانية، وهو ما استدعى المسؤولين لإنشاء الكود الوطني بدلا عن استخدام المواصفات الأوروبية أو الأميركية أو العالمية.

كما أوضح أن تلك المواصفات اعتمدت بعدما استعرضت الهيئة عددا من المراجع والقوانين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى دراسة المعايير ونظم البناء في الولايات المتحدة الأميركية والمواصفات الأوروبية والعربية وأيضا خطط الإدارات والجهات الحكومية، وتناول المواصفات الفنية التي يجب توافرها في جميع المباني كحد أدنى وبخاصة متطلبات الديمومة وحرارة الأجواء في كود البناء السعودي، ودراسة مقارنة مع الكود الأميركي للخرسانة.