أكد تقرير أن المبيدات المعتمدة على الفطريات أفضل في مكافحة الحشرات والآفات من المبيدات الصناعية التي تضر بالبيئة وصحة البشر، متوقعا زيادة الإقبال عليها خلال السنوات القليلة المقبلة.


تعزيز المنتجات العضوية

ذكر تقرير نشره موقع الراديو الوطني الأميركي أن «المبيدات الفطرية مثال للمبيدات الحيوية، وهي مجموعة تشتمل على البكتريا والكيمياء الحيوية المأخوذة من النباتات، ورغم أنها تمثل حاليا جزءا صغيرا من السوق، من المتوقع زيادة استخدامها خلال بضع السنوات المقبلة».

وقالت سارا أولسون أحد كبار المحللين في شركة ليوكس ريسيرش، إن «نمو صناعة المنتجات العضوية يعزز المبيدات الحيوية،، ومع ازدياد صعوبة اعتماد التركيبات الجديدة للمبيدات الصناعية بسبب العقبات التنظيمية، تزداد جاذبية المبيدات الحيوية أكثر».

وأضافت أن «هنالك مقاومة متنامية في الأعشاب الضارة والميكروبات للمبيدات التقليدية، كما يواجه صناع العديد من المبيدات الكيميائية المستخدمة حاليا ضغوطات ناجمة عن أضرار الإفراط في الاستخدام، أو الاستخدام غير المناسب، أو الاستخدام طويل الأمد».

وأبانت أن «العديد من منتجات المبيدات الحيوية المعتمدة على الفطريات تحتوي على الفطريات الطفيلية التي ينمو داخل جسم الحشرة، وتتغذى على أنسجتها الداخلية حتى تموت، وبعض المبيدات الحيوية تطرد الحشرات، بينما مبيدات حيوية أخرى تعيق عملية التزاوج، أو تسبب مرضا معينا للقضاء على الآفات التي تقضم الفواكه والخضروات الطرية».

أضرار المبيدات الصناعية

أوضح البروفيسور في معهد العلوم الغذائية والزراعية في جامعة فلوريدا نيمات كيهاني، أن «الفطريات متوافقة مع الزراعة العضوية، وغير ضارة بالفقاريات، مثل البشر والطيور والكلاب والمواشي، ولها تأثير بيئي بسيط، وعند مقارنتها بالمبيدات الاصطناعية التي تحتوي عادة على المواد الكيميائية السامة مثل الزرنيخ، والكلور، والأمونيا، والفورمالديهايد، سنجد أن بعض المبيدات الاصطناعية أظهرت آثارها الضارة على البيئة وصحة البشر»، مشيرا إلى أن نوعا واحدا من المبيدات يسمى نيونيكوتينوادس متهم بالتسبب في تراجع أعداد النحل خلال السنوات العشر الماضية.

وقال إن «الفطريات من الجانب الآخر كائنات حية قادرة على النمو إلى جانب الحشرات التي يتم استخدام الفطريات للتحكم بها، وهذا يعني أن مشكلة مقاومة المبيدات قد تكون أخف».


مزايا المبيدات الحيوية

قال عالم الحشرات في جامعة ماريلاند ريموند ليجر إن «هناك حوالي 100 نوع معروف من فطريات entomopathogenic التي تقتل الآفات أو تصيبها بالعجز، فهي تقوم باستهداف معظم وحتى كل الآفات الزراعية، ومن الأمثلة على الفطريات المستخدمة في المبيدات الحيوية بوفريا باسيانا الذي يصيب مختلف الحشرات، وتريتشوديرما» الذي يقوم بإفراز أنزيمات تعمل على إذابة مسببات الأمراض المحتملة، وكذلك تشكل حواجز حول جذور النبتة، وتجعل من المستحيل للبكتيريا الضارة ومسببات الأمراض أن تصل إليها، وفطر أخر يسمى ميتارهيزيوم وهو يحمي المحاصيل من يرقات الخنفساء وحشرات فرقع اللوز، وحشرات الذرة، وحشرات أخرى لا تعد ولا تحصى.

وأبان أن «المبيدات الحيوية قد تكون أكثر غلاء، مقارنة بالمبيدات الاصطناعية، فهي لا تؤدي مفعولها بشكل سريع، مما يتطلب استخدامها بشكل متكرر أكثر، وذلك ما يجعل بيعها صعبا في بعض الأسواق».