في الوقت الذي تم إنشاء لجان لتطوير عشوائيات مكة المكرمة وإزالتها، بدأت بيوت عشوائية جديدة تنشأ بأطراف مكة المكرمة وجبالها في صورة مشوهة للوجهة الحضارية لمكة المكرمة، قد تتحول مع مرور الوقت لحارات ثم أحياء عشوائية أسوة بحي النكاسة.
ورصدت «الوطن» ميدانيا أحد جبال حي الكعكية، وقد بدأت إحدى الجاليات من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في الاستيلاء عليه، وقامت ببناء عدة منازل شعبية عشوائية في مواقع متقاربة على سفح الجبل.
بدوره، أكد مدير الإعلام والنشر في أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني لـ«الوطن»، أن الأمانة ممثلة في بلدياتها الفرعية تبذل جهودا كبيرة في سبيل القضاء على هذه الظاهرة التي تعد تعديا واضحا وبناء عشوائيا وغالبا ما ترتكب هذه المخالفات من قبل المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل.
وأضاف أن هناك جولات ميدانية مستمرة على المواقع التي تشهد تعديات مثل هذه المخالفات العشوائية التي نقوم بإزالتها أولا بأول، مشيرا إلى أن هناك توجيهات صادرة بضرورة متابعة هذه المخالفات، وإزالة أي تعديات على الأراضي والممتلكات العامة، ومن هذا المنطلق فإن الأمانة لن تتهاون في أداء واجبها بإزالة أي مخالفات أو تجاوزات، وستواصل مهامها في إزالة أي مواقع تعديات دون تأخر أو تهاون.
من جهته، بين أستاذ العلاج الأسري في جامعة أم القرى الدكتور محمد القرني، أن غالبية الذين يقطنون العشوائيات ويسكنونها من الأقليات أو من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، مشيرا إلى أن الدولة أولت تطوير العشوائيات عناية كبيرة واهتماما من الناحية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وخصص مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل كرسيا في جامعة أم القرى لتطوير العشوائيات.
ووصف غياب التخطيط العمراني، وتدني المستوى التعليمي والاقتصادي والاجتماعي في العشوائيات، بالبيئات الحاضنة للسلوكيات الانحرافية كالعنف والمخدرات والسلوكيات غير الأخلاقية والظواهر السلبية، محذرا من تنامي العشوائيات، وأنها بؤر ودوائر للكثير من الظواهر السلبية التي يجب القضاء عليها.