ليس هناك أسوأ من رؤية العوز في عيون طالب صغير، يتأمل أقرانه الميسورين كيف ينعمون بطفولتهم، بينما هو محروم من أبسط حوائجه، إما لباس حسن أو حقيبة صالحة للاستخدام.

من أجل ذلك، لم أقتنع بمبررات مؤسسة تكافل الخيرية، عند تخفيضها قبل 6 أشهر مبلغ الإعانة الذي يُمنح للطلاب والطالبات المحتاجين في المدارس، من 800 ريال إلى 500 ريال لكل فصل دراسي. إذ أرجعت اللجنة التنفيذية سبب التخفيض إلى ارتفاع أعداد المشمولين من 180 ألف طالب وطالبة إلى 230 ألفا.

هذا تبرير لا أراه منطقيا، لأن «تكافل» وعلى موقعها الرسمي، أكدت أنها تحظى بدعم سخي من الدولة، يقدر بنحو نصف مليار ريال سنويا، عدا عشرات الشراكات والرعاة من القطاعين العام والخاص.

بحسبة رياضية بسيطة، لو تجاهلنا كل وجوه الدعم الأخرى التي تقدمها الجهات الأخرى، واكتفينا بتوزيع مبلغ دعم الدولة على الطلاب المستفيدين من الإعانة المالية، والبالغ عددهم هذا العام 227199 طالبا وطالبة، فسيكون نصيب كل طالب 2200 ريال سنويا، بواقع 1100 ريال في كل فصل دراسي.

صحيح أن هناك برامج أخرى جانبية ضمن أعمال المؤسسة، مثل: «وجبتي» و«كسوتي» وغيرهما، لكن الصرف عليها لا يُقارن بالإعانات المالية النقدية للطلاب والطالبات المحتاجين، إضافة إلى أن هناك رعاة من القطاع الخاص يسهمون في تمويل تلك البرامج، كإسهام «أرامكو» و«سامسونج» في برنامج «التمكين الرقمي»، أو إسهام بعض المصارف وعدد من الشركات الكبرى في برنامج «هدية الشتاء».

لننس أمر الرعاة والشركاء، ونعود مجددا إلى الدعم السنوي، فعلى افتراض توزيعه على الطلاب والطالبات المحتاجين بمبلغ الإعانة نفسه قبل تخفيضه «1600 لكل طالب في العام الدراسي»، فسيكون هناك أيضا فائض يبلغ نحو 136.5 مليون ريال، وهو بالتأكيد كاف لتنفيذ بقية البرامج وغيره من مصروفات المؤسسة!

أمر آخر محير في عمل مؤسسة تكافل الخيرية، وهو ما يتقاضاه بعض العاملين من مكافآت خيالية، وذلك يناقض لباس العمل الخيري الذي ترتديه المؤسسة!.

لا تنسوا: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم».