عقدت أمس، القمة السعودية المصرية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث ناقش القائدان القضايا الثنائية والملفات الإقليمية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وأزمات فلسطين وسورية وليبيا واليمن.




كشفت مصادر مصرية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يحمل في معيته عددا من الاقتراحات لحل قضية جزيرتي تيران وصنافير، منها إرجاء وضع حل جذري، ومنح القاهرة مزيدا من الوقت حتى تستكمل حل القضية برلمانيا وقضائيا، بالصورة التي تعيدهما للسيادة السعودية. وأضافت المصادر أن هناك محادثات تتناول موقفي البلدين من أزمتي سورية واليمن، وتابعت أن لقاء السيسي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سوف يتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذي بات يمثل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة العربية، والمجتمع الدولي بأكمله، مشيرة إلى أن الزيارة تؤكد حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك، بما يساهم في تعزيز علاقات البلدين المتميزة في مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية، ونبذ أي خلافات، علاوة على تناول مختلف جوانب العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها، وحرصهما على دعم التنسيق المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه البلدين. وتتناول القمة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ومناقشة التعاون الاستثماري بين البلدين وبناء مشروعات مشتركة، وعلاوة على إعادة طرح إنشاء طريق الملك سلمان للربط بين البلدين، وتحقيق التكامل والشراكة بين البلدين.


محاربة الإرهاب

يأتي ملف مكافحة الإرهاب على رأس الملفات التي ستناقشها القمة، في إطار توافق بين الرياض والقاهرة وواشنطن على أهمية مواجهة الإرهاب المتصاعد في المنطقة، وهو ما وضح خلال لقاءات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مع قيادتي البلدين، حيث تركز واشنطن على وحدة حلفائها في المنطقة، وسط توقعات بميلاد تحالف دولي جديد لمكافحة الإرهاب، يضم واشنطن والرياض والقاهرة ودولا أخرى.

وقالت مصادر إعلامية إن القمة ستركز أيضا على تجاوز أي خلاف في وجهات النظر بشأن ملفي اليمن وسورية، باعتبار أن تطورات الأحداث في الملفين تستوجب اتفاق وجهات النظر، خاصة ما يحدث في سورية، لذلك سيتم التركيز على خطاب موحد بين البلدين. وتوقع مراقبون أن تحظى الأزمة المشتعلة في ليبيا بنصيب كبير في المفاوضات، حيث تبرز الحاجة إلى تعزيز جهود التوصل إلي حل سياسي للأزمة، والعمل مع كل الأطراف لتنفيذ اتفاق الصخيرات، وتبدي مصر حرصا على التوصل إلى حل للأزمة، لاسيما أنها من أكثر المتضررين من حالة الفوضى والانفلات الأمني في ليبيا، بحكم الحدود البرية الطويلة التي تجمع بين البلدين.




القضية الفلسطينية

أشارت المصادر إلى أن الرئيس المصري قد يطرح إعادة إحياء مشروع «القوة العربية المشتركة»، وهو ما يكون متفقا مع التوجه العالمي لتكوين تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، لاسيما في ظل التركيز الدولي على اجتثاث تنظيمي القاعدة وداعش، والجهود المبذولة في هذا الصدد. ومضت المصادر قائلة إن هناك توافقا بين الدولتين على ضرورة إعادة تركيز الاهتمام على القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المحورية للأمة العربية، وضرورة مساعدة الفلسطينيين على توحيد صفوفهم، ونبذ خلافاتهم، بما يؤدي إلى قوة الموقف الفلسطيني في مواجهة مخططات إسرائيل، خصوصا في هذه الفترة التي يتزايد فيها مخطط تهويد القدس، ويتسارع فيها البناء الاستيطاني، بسبب إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على عدم استئناف المفاوضات وفرض أسلوب الأمر الواقع على الفلسطينيين. كما سيتم التطرق إلى الكثير من القضايا التي تهم الجانبين.