فيما كشف نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، في وقت سابق، عن معلومات تؤكد وجود محاولات لتنظيمي داعش والقاعدة، بشأن تحالف محتمل، مع تضييق القوات العراقية الخناق على مقاتليه في الموصل، قالت تقارير إن تصريحات علاوي تشير إلى أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من نشاط مختلف التنظيمات الإرهابية، لافتة إلى أن العوائق الفكرية والعقائدية ستحدد إمكانية قيام هذا التحالف من عدمه. وحسب التقارير فإن وجود تضييق حقيقي على مقاتلي تنظيم داعش في الموصل كما في الأراضي السورية، انسحب على وضع تنظيم القاعدة في الأنحاء التي يوجد فيها، لافتة إلى أن تلك الحالة جعلت داعش يدشن مسار التفاوض مع القاعدة، رغم الخلافات السياسية والعسكرية بين التنظيمين. وقالت التقارير إن التحالف الذي أشار إليه علاوي يدل على إمكانيات واسعة للتنظيمين، تحتم على القوى والدول التي تحارب الإرهاب أن تأخذها بالاعتبار.




خلافات التنظيمين

بدأت الخلافات بين داعش والقاعدة، على خلفية الأزمة السورية عام 2011، عندما اتخذ زعيم الدواعش، أبوبكر البغدادي، قرارا بتوسيع نشاطه ليشمل سورية، ورغم أن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، رحب في البداية بهذه الخطوة، إلا أنه تراجع لاحقا وأمر عناصر داعش بالانسحاب، وتركيز عملهم في العراق، وهو ما رفضه البغدادي، وتسبب لاحقا في إصدار الظواهري بيانا يعلن فيه تبرؤ القاعدة من تنظيم داعش، وقال مراقبون إن سبب الخلاف الجوهري بين الرجلين هو أن الأخير كان يطمح إلى تذويب كافة عناصر القاعدة في تنظيمه الجديد والعمل تحت إمرته، وهو ما تسبب أخيرا في اندلاع القتال بين التنظيمين مطلع عام 2014. وامتد الخلاف العسكري بين المتشددين إلى خلاف عقائدي يتعلق بأبعاد المرجعية الدينية، والهدف العسكري، وتحديد العدو، والهيكل التنظيمي، وتوزيع مناطق النفوذ، وهو ما طرح عدة تساؤلات، من بينها: هل يمكن لتنظيمين متحاربين أن يعودا إلى التحالف، وهل المستجدات الإقليمية والدولية الحالية تتغلب على دواعي الفرقة والتصدع؟




تطور العلاقة

وفقا للتقارير، فإن بدء نقاشات تبحث سبل التحالف يعتبر في حد ذاته تطورا نوعيا في مسار العلاقة بين التنظيمين، لأن التحديات التي تنتظرهما، مع تزايد الضغط عليهما، وتكثيف ضربات التحالف الدولي على مواقعهما، يمكن أن تؤدي إلى تقارب بينهما، بسبب تشابه مصيرهما، وهو ما يرجِّح إمكانية تغلبهما على الخلافات الفكرية والعقائدية، باعتبار الاتفاق على الرغبة في البقاء. وأضافت التقارير أن داعش يبدو أكثر رغبة في التوافق مع القاعدة، لأن الهجمات التي تستهدف مواقعه أكثر عنفا، لاسيما في الموصل والرقة، ومن ثم فإن هذا التحالف - إن تحقق - يستهدف توسيع عمليات التنظيمين، بربط المواقع المتوفرة عند كل تنظيم ببعضها لتشكيل ما يشبه حزمة من النقاط المتقاربة والتي ستتيح لاحقا إمكانيات أكبر من التحرك والمناورة. وأشارت التقارير إلى أن داعش سيستفيد من الخلايا النشطة والكامنة لتنظيم القاعدة في سورية والعراق وليبيا، وصولا إلى مالي ونيجيريا، فضلا عن الخلايا الصغيرة في الفلبين وإندونيسيا. كما أن تنظيم القاعدة سيستغل وجود داعش في ليبيا ومصر واليمن.