وثق تقرير أعده مركز «بروكينجز» الأميركي للدراسات، وجود تراجع لأصوات المسلمين الفرنسيين في الانتخابات الرئاسية الحالية، مقارنة بنظيرتها عام 2012، مرجعا أسباب ذلك إلى غياب المرشح المناسب، وتفضيلهم اليساريين عن غيرهم، إضافة إلى شعورهم بعدم التأثير في المجريات السياسية، فضلا عن عداوة اليمين المتطرف لهم.




في زخم الأجواء الانتخابية الفرنسية، واستعداد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بين المرشحين مانويل ماكرون ومارين لوبان، تساءلت جهات عدة عن دور الصوت المسلم في هذه الانتخابات ومدى تأثيره في حسم النتائج النهائية.

وبحسب تحليل للكاتب كريم الكراوري أصدره معهد «بروكينجز» الأميركي للدراسات، فقد أشار إلى أن صوت الناخب الفرنسي المسلم كان خافتا نوعا ما في هذه الدورة، مشيرا إلى أنه لا يمكن اعتبار مثل هذه الانتخابات بالدينية، بقدر ما يمكن اعتبارها بالاجتماعية.

وأوضح التقرير أنه حتى يكون هنالك صوت مسلم، فيجب أن يكون وراءه مجتمع مسلم، إلا أن الإحصاءات الأخيرة التي نشرها معهد «مونتيغنو أيفوب» في مايو 2016، أظهرت عدم وجود آثار للمجتمع المسلم داخل فرنسا، ولا يوجد مكان فريد منتظم للطائفة الجماعية المسلمة، بقدر ما يوجد مواطنون فرنسيون مهاجرون من الدين الإسلامي، ويتشاركون في الثقافة والمعتقدات الإسلامية.


مشاركة ضعيفة

أشار التقرير إلى أن الشعور والترابط لدى مسلمي فرنسا دائما يكونان في الغالب خصوصيين، حيث إن قليلا منهم يشاركون في المقابلات أو المبادرات المجتمعية، وهو الأمر الذي انعكس على الاختيارات السياسية في الانتخابات، وأصبح عامل الجذب لها ضعيفا، حتى أصبح الناخب الفرنسي المسلم يفضل التصويت للمرشح المسلم بغض النظر عن انتمائه السياسي.

وأظهر التقرير استنادا إلى الاستطلاع أن العديد من مسلمي فرنسا لا تربطهم علاقة وطيدة مع المنظمات والجهات الإسلامية أو القادة المسلمين، فضلا عن عدم معرفتهم بالمجالس الفرنسية الإسلامية التي تنظم الاحتفالات السنوية في أوروبا.





التشارك الاجتماعي

أبان التقرير أن جل مسلمي فرنسا تتشابه عاداتهم مع بقية السكان الأصليين، حيث إنهم يطمحون إلى الحصول على وظائف مستقرة، وشهادات جامعية، إلى جانب الاستقرار المعيشي والاجتماعي، مشيرا إلى أن أغلب أجوبة عينة الاستطلاع كانت تتمحور حول استباقية القضايا الاجتماعية عن الدين أو الهوية، فيما جاءت مخاوفهم متطابقة مع الفرنسيين من ناحية الضرائب وعدم المساواة الاجتماعية والعنصرية وغيرها.

وأشار التقرير إلى أن المسلمين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما يمثلون حوالي 6% من سكان فرنسا، وفي المقابل، يوجد نحو 69% من عينة الاستطلاع مسلمون من أصول فرنسية، لافتا إلى أن عدد المسجلين في الانتخابات لا يتعدى 50%.


- يمثلون نسبة قليلة من السكان

- عدم وجود مرشح مناسب

- الانكباب على المطالب الاجتماعية

- تفضيل اليساريين عن غيرهم

- الإحساس بعدم التأثير