بينما أعلنت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية، مارين لوبن، أمس، نيتها تعيين نيكولا انيان، رئيسا للوزراء في حال تم انتخابها، برزت مخاوف لدى الرأي العام الفرنسي خاصة والأوروبي عامة، من صعود نفوذ اليمين المتطرف الذي ينادي بالخروج من الاتحاد الأوروبي، واقتفاء أثر التجربة البريطانية.

وبحسب مراقبين، ينوي اليمين المتطرف في حال فوزه، الاستمرار في التضييق على حرية الإعلام داخل البلاد، بدليل منع الصحفيين الموجودين في حملة لوبن من تغطية تحركاتها الانتخابية، إضافة إلى تضاعف عدد الصحفيين المدرجين على اللائحة السوداء لحملة لوبان. وكانت عدة جمعيات صحفية فرنسية، وقّعت عريضة تندد بعرقلة فريق لوبن لحرية التغطية الإعلامية لحملاتها الانتخابية، واختيار عدد من القنوات الإعلامية المحسوبة عليها فقط.، كما تحوم الشكوك حول حزب لوبن، بتلقيه أموالا كبيرة من روسيا، لدعم الحملات الانتخابية، في وقت يشير خبراء إلى أن فرص فوز ماكرون أقرب من لوبن، نظرا للدعم الذي يوليه له قادة وأحزاب الاتحاد الأوروبي.


القرصنة الروسية

وثّق تقرير أصدرته شبكة BBC البريطانية، تفاصيل وجود شبهات تحوم حول روسيا، وإمكان تدخلها في الانتخابات الفرنسية لمصلحة لوبن على حساب ماكرون، لافتا إلى أن بصمات هذا التدخل تشير بشكل كبير إلى المجموعة نفسها التي استهدفت الانتخابات الأميركية أيضا. وأوضح التقرير أن القراصنة الإلكترونيين يعتمدون على رسائل التصيد الاحتيالي الإلكترونية، والبرمجيات الخبيثة والنطاقات المزيفة، لاستخدامها في هجماتهم الإلكترونية، لافتا إلى أن المجموعة المتسببة في الهجمات على حملة ماركون، كانت مجموعة من القراصنة الروس المتحايلين تحت أسماء وهمية. وأشار التقرير إلى أن موسكو تنفي تدخلها في الانتخابات الأوروبية أو الأميركية، إلا أن الأدلة تثبت وجود بصمات لها، ويشير بعض خبراء الأمن الإلكتروني إلى أن المجموعة الروسية تستخدم كمية واسعة من الحيل ذات التقنية العالية، من أجل الحصول على أسماء المستخدمين وكلمات المرور وغيرها من وثائق الموظفين التابعين لحملة ماكرون، من أجل منعه من الفوز.


خطوات سرية

أوضح التقرير أن مجموعة القرصنة ترسل مواقع مزيفة مشابهة للمواقع الأصلية التابعة لحملة ماكرون، حتى يتم التحايل على الموظفين وإدخال بياناتهم الشخصية، لاختراقها وسرقة معلوماتها، لافتا إلى أن هذه الخطوة تشبه إلى حد كبير تلك التي حدثت مع المرشحة السابقة للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، بعد أن تم كشف جميع الوثائق السرية التي كانت بحوزتها. وتسود حالة من الاعتقاد بأن موسكو تستخدم مجموعات قرصنة لشن هجمات مماثلة في ألمانيا وتركيا والجبل الأسود، لتمرير أهدافها بإسقاط الاتحاد الأوروبي، أو إضعافه، في أقرب وقت ممكن.