دخلت فنون الأطفال دائرة الاهتمام بعد إدراج فرع لمسابقة فنون الأطفال ضمن «جوائز سوق عكاظ» لهذا العام، وهي مسابقة تنافسية تتم بين الأطفال المترشحين للمسابقة من مختلف مناطق المملكة، وتتم من خلال تقديم الأطفال عروضا مختارة من الفنون الشعبية السعودية، تهدف إلى بث روح التنافس بين الأطفال وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الفنية في الأداء والعروض، والترشيح للمشاركة في هذه المسابقة يتم عبر المناطق حسب شروط ومعايير وضوابط متفق عليها، وأشاد عدد من المثقفين والأدباء بالاهتمام بأدب الطفل وفنونه بعد أن كان مغيبا من جميع الفعاليات والمناشط الثقافية، مؤكدين أن إدراج فرع لمسابقة فنون الأطفال ضمن جوائز سوق عكاظ خطوة إيجابية، خاصة أن السوق يعتبر المحفل الثقافي الأول الذي أعاد كثيرا من الفعاليات والمناشط والفنون إلى الواجهة.



ثقافة شعب

قال الشاعر إبراهيم طالع الألمعي إنه ممن يرى أن فنون العرب في جزيرتهم حاليا ليست سوى امتداد لحقيقة تعبيرهم منذ آلاف السنين على هذه الأرض، وليست القصائد الخليلية أو الكتابات المتقعرة بما نسميه «الفصحى» ليست ما يمثل الحياة لا سابقا ولا لاحقا، ومن عيوب التعليم لدينا منذ بداياته: تهميش ثقافة الشعب والاعتماد على مضامين الكتب وموروثاتها، وهي مستقاة من تاريخ معظمه لا يمت إلى جزيرتنا العربية بصلة، مشيرا إلى أنه لم يجد في ما يمكن تسميته فنون النخب في ثقافتنا العربية ما يمثل حقيقة الشعب، وقد أحسن سوق عكاظ بهذه البادرة كما أرى، بإدخاله ثقافة الشعب للأطفال، لأن هذا سيقرع الجرس في مناطق المملكة على المستوى التعليمي، ويشجعها على الجرأة بإدخال هذه الفنون إلى المدارس وإعطاء الصغار فرصة التعبير عن الحياة بفنون أهلهم وأرضهم بدلا عن خنقهم، وذلك عن طريق الأنشطة اللاصفية. ولنا أن نستحضر أجواء مدارسنا الباهتة في غياب الفنون عموما، سواء الشعبية منها أو غيرها، مضيفا «أكرر تأييدي لمشروع سوق عكاظ، وأدعو الفاعلين فيه إلى إتاحة الفرصة لمناطق عدة للسباق الحي في أداء أطفالها فنونهم حية في نفس السوق، وألا يكتفوا بمنطقة فائزة للعرض، بل يكون التحكيم حيا في السوق، وبهذا سنرى درجات عالية المستوى تزيد السوق بهجة وبهاء، ويكسب السوق عروضا مميزة تمثل الوطن».



عكاظ يتنفس

يرى مؤسس شبكة القصة العربية القاص جبير المليحان أنه لم يعد هذا الحدث الثقافي المهم تقليديا، ففي كل موسم ثقافي نفاجأ بإضافة رئة ثقافية تحمل أوكسجين الثقافة إلى المتعطشين لفنون ثقافية جديدة، وهذا العام تأتي جائزة القصة القصيرة، هذا الفن السردي العريق لتواكب مسيرة وإنجاز الفنون الأخرى. تخصيص جائزة للقصة القصيرة على مستوى العالم العربي كإضافة وحدث مهم، منطلقة من رؤية ثقافية نافذة أضافتها إدارة السوق إلى سلال جوائزها المميزة، أما الإضافة الأخرى المهمة فهي تخصيص جائزة للجيل الجديد الناهض بالحياة، فالأطفال هم المستقبل، وغرس روح التنافس بينهم عبر إشراكهم في فعاليات المهرجان يعطي بعدا ثقافيا جديدا ومعاصرا لهذا السوق، ولذلك نستطيع القول إن سلاسل برامج الثقافة والفنون قد بدأت تأخذ شكل التكامل الذي يشمل كل أنواع الثقافة في مجتمعنا الغني بالتنوع والانفتاح. منطلقا من رؤية أن الفن والثقافة عنصر هام وأساسي في بناء مسيرة أي مجتمع، في تقدمه، وتوازنه والصعود به إلى مشارق الرقي.