لغة الإحباط إذا سادت في أي بيئة عمل ستكون آثارها سلبية على جميع عناصر تلك المنظومة التي تعمل في تلك البيئة سواء قل عددها أو كثر، ولأن الإحباط يولد شعورا بالانهزامية واهتزاز الثقة في النفس مما يسهم في قتل أي محاولات لخلق التفاؤل بين عناصر هذه المنظومة، وهذا الأمر إن حدث فعلينا الجزم بأن المستقبل سيكون مخيبا للآمال نظير البيئة المحبطة التي تحيط بأفراد هذه المنظومة، وفي الأهلي ساد الإحباط خلال الموسم الحالي جميع عناصر منظومته الرسمية، بالإضافة إلى جمهوره وإعلامه، مما خلق حالة من التشاؤم التي يجب ألا تستمر طويلا كون أن الفريق الأول لكرة القدم مازالت لديه استحقاقات في غاية الأهمية على مستوى بطولة دوري أبطال آسيا وبطولة كأس الملك، والتي تتطلب من جميع الأهلاويين تجاوز كل حالات الإحباط والتشاؤم وحتى الاختلافات في وجهات النظر من أجل إنهاء موسم ناديهم بتأهل إلى دور الستة عشر من دوري أبطال آسيا، بالإضافة إلى حصد أغلى الألقاب بتحقيق كأس الملك، وهذا الأمر لن يتأتى ما لم يكن هناك عمل جماعي يتجاوز فيه الجميع عثرات الموسم، وهذا ما بدأت ملامحه تلوح في أفق الملكي، بدءا من الالتفاف الشرفي الذي حدث مؤخرا حول الفريق في هذه المرحلة الحرجة من مسيرة الكيان، والتي أعطت بارقة أمل لدى جمهور وإعلام الأهلي بأن القادم يجب أن يكون مختلفا في كل شيء، لذا على الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين أن يعوا جيدا أن أولى خطوات التصحيح واستعادة هيبة الفريق تبدأ من لقاء اليوم الذي سيجمع الملكي بفريق ذوب آهن الإيراني الذي لن يقبل أنصاف الحلول نحو التأهل آسيويا، فهل سيوازي العمل الإداري والفني وعطاء اللاعبين خلال ما تبقى من منافسات ما وجده الفريق خلال الأيام القليلة الماضية من دعم وتحفيز شرفي وجماهيري وإعلامي، أم سيواصلون خذلان جماهيرهم التي لا تستحق إلا أن تنثر لها شلالات الفرح الأخضر.