لا أعلم من الذي كذب على بعض المتحدثين الرسميين، وقال لهم: إن من «برستيج» المتحدث الإعلامي عدم التجاوب مع وسائل الإعلام، أو التفاعل مع استفسارات المواطنين؟!

خلال هذا الأسبوع، تواصلت مع متحدثين رسميين لعدة وزارات ومؤسسات حكومية، إما للاستفسار عن بعض المشاريع والبرامج، أو الحصول على معلومات من مصدرها الرسمي.

لكن للأسف، بعضهم لم يكن متجاوبا بالشكل الذي تفرضه عليه مهمته، ولا أعلم هل هي «شوفة نفس»، أم تخوف من الإدلاء بأي تصريح، أم أن المسألة لا تعدو كونها «طفش» من كثرة الاتصالات التي ترد عليه؟!

المضحك أن بينهم من لديه حسابات رسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، ويضع تحت اسمه صفته الوظيفية، لكن كما يقال هي حسابات «على قلّتها»، فلا أصحابها تفاعلوا مع تساؤلات المغردين، ولا هم غابوا ليلتمس لهم عذر الغياب!

أحد المتحدثين كان يتجاهل الرد على استفساراتي رغم قراءته لها، فأرسلت إليه أبلغه بأني سأتواصل مع الوزير أو نائبه مباشرة، وفي حال أحالوني إلى المتحدث الرسمي سأخبرهم بعدم تعاونه، ثم فجأة وإذ بطريقة تعامله تنقلب رأسا على عقب، حتى أصبح هو من يلاحقني بالاتصالات بعدما كنت أفعل ذلك قبل وقت وجيز!

عندما يرد المتحدث الرسمي على ما يتعلق بجهازه، فذلك واجبه الذي يتقاضى مقابله أجرا، وليس له منّة على أحد في ذلك، لأنه ما وُضع في هذا المنصب إلا ليكون حلقة وصل بين تلك المؤسسة الرسمية من جهة، والإعلام والجمهور من جهة أخرى.

عندما أثنيت هنا في مارس الماضي، على أداء المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل، وامتدحت مهنيته وسعة صدره وتفاعله مع الناس، اقترحت عليه تنظيم دورة تدريبية لبعض زملائه المتحدثين الرسميين في كيفية التعامل مع الجمهور ووسائل الإعلام.

كنت أسوق ذلك الاقتراح مازحا، ويبدو أني سأعيده مجددا، لكني جاد هذه المرة!.