اتهمت قوى عراقية ميليشيات «عصائب أهل الحق»، بالوقوف وراء اختطاف النشطاء الـ7 من وسط بغداد قبل أيام، وتم الإفراج عنهم أول من أمس، مشيرة إلى أن تلك الميليشيات سبق أن اختطفت عمالا أتراكا، استُخدِموا في الضغط على تركيا التي تخوض صراعا في المنطقة مع إيران، ذات الصلة الوثيقة بغالبية الميليشيات الشيعية في العراق، كذلك تمّ اختطاف مجموعة من الصيادين القطريين خلال وجودهم في صحاري جنوب العراق، وأُطلِقوا مؤخرا.

وقالت مصادر، إن مشاركة الحشد الشعبي في الحرب ضد تنظيم داعش، خلَّفت ميليشيات شيعية، منها عصائب أهل الحق، وجعلتها تقوم بعمليات اختطاف، كوسيلة لتحقيق مكاسب مالية، عن طريق أموال الفدى، وتصفية الحسابات مع الأفراد والأحزاب والدول.

وتابعت المصادر، أن ميليشيات عصائب أهل الحق يقودها قيس الخزعلي، المنشق عن التيار الصدري، والمتحالف حاليا مع رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي.

وكانت ميليشيا مسلحة قامت قبل أيام بخطف 7 طلاب ناشطين في الاحتجاجات السلمية من مسكنهم في منطقة البتاوين وسط بغداد، فيما أعلنت وزارة الداخلية الإفراج عنهم، دون تحديد الجهة الخاطفة.


فوضى أمنية

حسب المصادر، فقد تحولت حوادث الاختطاف في العراق إلى أمر معتاد، لا سيما أنه يتم الإعلان يوميا عن حالة اختطاف فردي أو جماعي، مشيرة إلى أن ذوي المختطفين يحرصون على السرّية، حفاظا على حياة أبنائهم وأقاربهم، كما أن المختَطفين أنفسهم بعد أن يتم إطلاقهم يلتزمون الصمت، في ظل عزوف الأجهزة الأمنية عن متابعة قضاياهم.

وأضافت المصادر، أن ظاهرة الاختطاف تأتي ضمن الفوضى الأمنية التي يشهدها العراق، وتمتزج فيها الجريمة المنظمة التي تقوم بها عصابات تهدف إلى الربح المادي بعمليات الانتقام السياسي، التي تقوم بها ميليشيات، ضد المناوئين والمناهضين لمنظومة الفساد التي يطالب الشعب العراقي بمحاكمة المتطورين فيها، وعلى رأسهم نوري المالكي.


بلورة موقف موحد

حذّر الخبير الأمني، هشام الهاشمي، من تزايد حوادث الاختطاف، وقال في تصريحات إلى «الوطن»، إن الميليشيات الإرهابية تعزز نفوذها السياسي وسلطتها العسكرية وثرواتها المالية، على حساب الفصائل الملتزمة بالقانون وتسهم في مكافحة الإرهاب، مشددا على ضرورة بلورة موقف حكومي وسياسي موحد لمواجهة الجماعات المنفلتة، لما تمثله من خطر على السلم الأهلي. في سياق ميداني، فرضت القوات الأمنية سيطرتها على منطقة المعامل وتوغلت في حي الإصلاح الزراعي، بالجانب الأيمن من الموصل، وتمكنت من قتل 50 عنصرا من تنظيم داعش، وفجّرت 12 سيارة مفخخة. فيما شن طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت مواقع التنظيم في مناطق متفرقة خالية من المدنيين.