استبعد قائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبدالغني الأسدي، أن يكون لدى تنظيم داعش، منطقة قوية يرتكز عليها في الجانب الأيمن من الموصل، مشددا على أن التنظيم وضع نفسه في «زاوية ضيقة»، وليس أمامه إلا الموت أو الاستسلام.

وقال الأسدي في تصريحات إعلامية، إن «حي الإصلاح الزراعي في الجانب الأيمن من الموصل، يمثل عقدة مواصلات من عدة اتجاهات، والسيطرة عليه تعني كثيرا من النجاحات المتواصلة لقواتنا ومثلها من الخيبة لداعش».

وكان جهاز مكافحة الإرهاب عالج خلال تقدمه في منطقة حي الإصلاح الزراعي، أول من أمس، 6 مواضع مخصصة لقناصي تنظيم داعش بتدميرها، فيما أعلنت وزارة الدفاع تحرير 90 % من المدينة.

وأشار رئيس أركان الجيش الفريق الركن عثمان الغانمي، إلى استعادة السيطرة على ما تبقى من مدينة الموصل قبل بدء رمضان، مبينا أن عناصر التنظيم أصبحوا محاصرين في مناطق محدودة جدا، عقب التقدم الذى أحرزته القوات العراقية على الجبهة الشمالية للمدينة خلال الأيام الماضية.


إخفاء عدد القتلى

ذكرت مصادر أنه منذ انطلاق معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش، ترفض الحكومة العراقية الكشف عن عدد قتلى القوات الأمنية، مشيرة إلى أن بعثة الأمم المتحدة في بغداد «يونامي» اعتادت إصدار تقرير بداية كل شهر، لبيان ضحايا عمليات إرهابية ومسلحة بين صفوف المدنيين.

وطبقا لبيانات غير معلنة، صادرة عن وزارة الداخلية، بلغ عدد قتلى منتسبي الشرطة الاتحادية خلال معارك تحرير المدن الخاضعة لسيطرة «داعش» في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى من الضباط والجنود 8400 معظمهم قتلوا في الموصل.

وأشار شهود عيان من مقر تابع للشرطة الاتحادية في حي الحارثية، إلى أن جدران المقر حوت صور ضباط ممن قتلوا خلال أداء واجب الدفاع عن البلاد، كذلك فإن عشرات الأشخاص يحضرون يوميا إلى مطار المثنى بجانب الكرخ من العاصمة لتسلم جثامين القتلى.

وقال حسين الربيعي من أهالي محافظة واسط، إن الوحدة العسكرية أخبرت أسرته بالتوجه إلى مقر مطار المثنى لتسلم جثة ابنها الذي قُتل خلال المعارك ضد تنظيم داعش، مضيفا أنه جاء لتسلم جثمان ابن شقيقه، ثم التوجه إلى مدينته الواقعة وسط العراق.

وأوضح أن دائرة شؤون العشائر في وزارة الداخلية هي الجهة المسؤولة عن تسليم جثة الجندي القتيل، مع مبلغ مليون و500 ألف دينار «أكثر من ألف دولار» لتغطية نفقات الدفن، وإقامة مجلس العزاء، لافتا إلى أن هذا المبلغ سيضاف إليه بعد ذلك قرابة ثلاثة ملايين دينار تدفع لذوي القتيل، كما أن لهم حق الحصول على راتب تقاعدي شهري.