أشفق كثيرا على حال بعض ممن ابتلي بهم إعلامنا الرياضي، الذين يعتقدون واهمين أنهم باتوا مؤثرين في مشهدنا الإعلامي، أو أنهم أصبحوا قادرين على إدارة اللعبة الإعلامية كما يروق لهم، حتى وإن كانت طريقتهم مكشوفة بشكل يدعونا إلى التندر عليهم وعلى خوائهم الإعلامي، والمضحك أن هؤلاء القلة إما أنهم دخلاء على الإعلام الرياضي، فلم يقدموا طوال مشوارهم الإعلامي أي حوار أو تحقيق صحفي يشار إليه بالبنان، أو أنهم إعلاميون أكل الدهر عليهم وشرب حتى أصبحوا غير مؤثرين إعلاميا على مستوى الأندية التي ينتمون إليها.

لذا نجدهم ارتضوا لأنفسهم أن يقضوا ما تبقى من عمرهم الإعلامي في التنقل من معسكر إلى معسكر بغية الحصول ولو على نقطة ضوء، حتى وإن كانت على حساب مهنيتهم، وقبل ذلك مبادئهم وقيمهم إن كانت لهم مبادئ أو قيم من الأساس، ولكن أجمل ما في وسطنا الرياضي بشكل عام أنه يعرف أولئك الظرفاء من خلال أطروحاتهم البالية، التي لم تعد تنطلي على المشجع الرياضي الذي بات أكثر وعيا من أولئك الظرفاء.

وبعيدا عن هؤلاء الظرفاء وظرافتهم المثيرة للشفقة نحن على موعد جديد مع نهائي مثير سيلتقي من خلاله الملكي مع الهلال على كأس الملك في مباراة تعتبر خير ختام لموسم رياضي كان حافلا بالندية والإثارة من بدايته وحتى أمتاره الأخيرة، فالأهلي يرغب في مسح الصورة الباهتة التي ظهر بها هذا الموسم، والذي لا يوازي مقدار الدعم الشرفي والجماهيري الذي حظي به الفريق طوال الموسم، في حين نجد أن الهلال يأمل في انتزاع اللقب ليضيفه إلى بطولة الدوري، فعلى المستوى العناصري والفني يبدو أن الهلال أكثر جاهزية، لكن مباريات الكؤوس يغلب عليها العامل النفسي الذي متى ما وجد لدى لاعبي الأهلي فإنهم قادرون على إضافة اللقب الرابع عشر إلى رصيدهم البطولي في هذه البطولة التي باتت ومازالت بطولة أهلاوية ملكية خالصة باقتدار.