افتتح مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة مساء أول من أمس متحف «دار التراث» في بلدة المنصورة التابعة لمحافظة الأحساء، والذي يضم أكثر من 5 آلاف قطعة تراثية وتاريخية نادرة ومخطوطات قديمة وعملات وصور، وخزائن، وأواني الطهي، ودلال القهوة، ووسائل اتصالات قديمة، وأجهزة قديمة، ونماذج للمواد الغذائية إلى جانب العديد من القطع الأخرى يعود بعضها إلى أكثر من 4 قرون ماضية، وتؤرخ لماضي المملكة.


دعم ملف اليونيسكو

قال مالك المتحف جعفر الخواهر لـ«الوطن» على هامش الافتتاح، أن هوايته في جمع المقتنيات الأثرية والمخطوطات بدأت قبل أكثر من 25 عاما من داخل وخارج الأحساء، وكانت بذرتها استكمال لهواية والده في عشقه الشديد لجمع المقتنيات التراثية، مضيفا أن المتحف إلى جانب المقتنيات التراثية المحلية يضم مجموعة من المقتنيات الأخرى من بينها: خوذة عسكرية يتجاوز عمرها 300 عام، وخوذ عسكرية أخرى لقدماء المحاربين في الحرب العالمية الثانية، وبعض الأسلحة والسيوف تعود لأكثر من 300 عام ماضية، وبعض الحيوانات المتحجرة، وبين أن التكلفة الإجمالية للمتحف بمقتنياته تتجاوز الـ3 ملايين ريال. وأكد أن المتحف الذي يقع وسط مزارع واحة الأحساء الزراعية سيكون متاحا أمام جميع الزوار والمهتمين، للاطلاع على التراث والتاريخ السعودي، وتركيز الفعاليات في المناسبات الوطنية.

وذكر أنه تم ترتيب الأركان في المتحف بطريقة الدكاكين القديمة حتى يتمكن الزائر من الاطلاع والتعرف على محتويات الركن من مقتنيات بطريقة سهلة وميسرة للزوار، مبينا أن الدور العلوي للمتحف مخصص للحرف اليدوية والصناعات التقليدية المحلية ولعرض منتجات الأسر المنتجة، لافتا إلى أن هذا المتحف سيتبنى دعم ملف انضمام الأحساء لشبكة اليونيسكو للمدن المبدعة في الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وكذلك في دعم ملف تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث الوطني باليونيسكو.


حضارات متعاقبة

أبان مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خلال كلمته في الافتتاح، أن تصميم مبنى المتحف مستوحى من تراث الأحساء العمراني العريق، وسيكون له دور كبير في الحفاظ على التراث الإنساني، فهو خزينة الأمة الثقافية، وذاكرة الأجيال، وسجلها التاريخي الذي تفاخر به بين الأمم، مؤكدا أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تولي عناية خاصة بالمتاحف، حيث يجري العمل على إنشاء 5 متاحف إقليمية جديدة في الباحة وتبوك والدمام وحائل وعسير، كما يجري حاليا طرح منافسة لإنشاء متحف إقليمي في الأحساء، مضيفا أن الأحساء واحة غناء بتراثها الأصيل وتاريخها العريق الذي يمتد إلى أكثر من 5 آلاف عام، حيث تعاقبت على أراضيها حضارات متعددة، وهي تضم اليوم كنوزا تراثية وثروة وطنية ثقافية تتمثل في نحو 13 متحفا خاصا مرخصا من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مشيرا إلى أن المتاحف الخاصة تلعب دورا فاعلا في اقتناء آلاف القطع من التراث الشعبي ما أسهم في جعل الأحساء وجهة سياحية في المتاحف الخاصة.