تسبب الإهمال وتقاذف المسؤولية في استمرار المحتطبة أو ما يفضل المواطنين تسميته بـ«غدير الموت»، في مواصلة استنزاف أرواح الأطفال والمراهقين وغيرهم، والذين يتساقطون في تلك البؤرة المرعبة واحدا تلو الآخر دون أن يستفز ذلك المصاب اهتمام الجهات المختصة. وتساءل عدد من المواطنين عن سبب عدم تحرك أمانة عسير لوضع حاجز حديدي يحول دون الوصول للغدير الذي ابتلع الكثير من الأرواح، وتهيئته ليكون مزارا سياحيا آمنا. وعلمت «الوطن» من مصدر خاص أن الدفاع المدني بمنطقة عسير طالب عدة مرات بتشكيل لجنة من جميع الجهات ذات العلاقة ووضع حل عاجل لتلك المشكلة منذ أكثر من 8 أشهر لكن دون جدوى. وأكد المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بعسير العقيد محمد العاصمي، أن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغا صباح أمس عن غرق شاب في العقد الثاني من العمر، خلال محاولته السباحة مع مجموعة من أقرانه بتجمع مياه «غدير» والمسمى المحتطبة بقرية العلاية على طريق السودة، بأبها وعند مباشرة الحالة اتضح غرق الشاب ووفاته متأثرا باسفاكسيا (Asfaxia) الغرق، وقد قام غواص الدفاع المدني بانتشاله من قاع الغدير ورفعه إلى الأعلى ومن ثم جرى إخراج جثمانه ونقله عبر ممر صخري وعر جدا إلى موقع تمركز الآليات ومسعفي هيئة الهلال والجهة الأمنية المختصة، وسلم الحادث للشرطة لإكمال اللازم حسب الاختصاص. وأوضح العاصمي في تصريح خاص لـ«الوطن»: أنه سبق وأعد الدفاع المدني بعسير عدة تقارير موثقة حول هذا الموقع بالصور والإحصاءات، ورفعت لإمارة منطقة عسير لإكمال اللازم.