أكد وزير الخارجية الدكتور عادل الجبير، أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى المملكة بداية لبناء حقبة جديدة في العلاقات الثنائية، وتعزيز لأواصر التعاون بين البلدين والعالم العربي والإسلامي.

وأشار الجبير، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في الرياض أمس، إلى أن اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية التي وقّعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع الرئيس دونالد ترمب، ستتطور إلى شراكة استراتيجية قوية، مشيرا إلى أنه سيتم التعامل مع التطرف والإرهاب بكثير من الطرق المتعددة التي سيتابع خلالها سبل مكافحتها. ووصف الجبير القمة بالتاريخية، وقال: هذا أمر غير مسبوق، فلم نوقّع من قبل مثل هذه الاتفاقيات بين رئيسي البلدين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، ونود أن نمضي قدما في هذه الشراكة، حيث وقّع البلدان مجموعة من الاتفاقيات، سواء تجارية بين الحكومتين، أو في البنية التحتية والتقنية والدفاع والمبيعات الخاصة بالاستثمارات السعودية، وكذلك الاستثمارات الأميركية في المملكة. وأضاف، إن التحول التقني بين البلدين سيعزز نماء الاقتصاد وزيادة فرص الاستثمارات الأميركية في المملكة، كاشفا أبرز المحادثات الموسعة التي أجراها خادم الحرمين مع ترمب، والتي من شأنها مواجهة التحديات، والحديث عن العلاقات الثنائية وسبل تحسينها في شتى المجالات، مشيرا إلى مناقشة خطر الإرهاب والتطرف وتمويل الجماعات الإرهابية، وطرق مواجهتها، والحد من الأنشطة الإيرانية، مؤكدا أن هناك قرارات تم اتخاذها لوقف تمويل إيران للإرهاب والصواريخ العابرة للقارات، ووقف انتهاك حقوق الإنسان الخاصة في إيران، إلى جانب وقف تدخلها في بلدان المنطقة.


تدخلات إيران

أشار الجبير إلى أن الحكم على إيران بأفعالها وليس بأقوالها، فهي تزرع الخلايا الإرهابية في المملكة، وتزود الميليشيات كحزب الله والحوثي بالأسلحة ووسائل الدمار، وتتدخل في شؤون البلدان العربية، وتدعم الإرهاب، وقدمت الدعم إلى القاعدة، وكثير من قادة القاعدة في إيران منذ 15 عاما، ولديها علاقات مع طالبان التي تسعى إلى زعزعة أفغانستان، كما قامت بكثير من العمليات الإرهابية في المملكة والبحرين عام 1996، مؤكدا أن ذلك السلوك ليس جيدا، ولا ينم عن احترام للعلاقات، داعيا إلى التصرف بما يتفق مع القانون الدولي.



الوضع في اليمن

عن الحرب في اليمن، أكد الجبير أنها ليست حربا عدائية مع الأشقاء في اليمن، مشيرا إلى دور المبادرات الخليجية السابقة التي سعت إلى انتقال السلطة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، مبينا أن اليمن اليوم يمر بمرحلة انتقالية، خلال الحوار الوطني القائم الذي يشمل جميع الأطراف في اليمن، وفي جميع المناطق والقبائل والفصائل العرقية، والعمل على الحل السياسي، خلال العودة إلى طاولة المفاوضات، وتنفيذ نتائج الحوار الوطني في اليمن.


التزام بالشراكة

أكد تيلرسون، التزام بلاده بالشراكة مع المملكة في محاربة الإرهاب، والعمل على تفعيل دور المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، والذي تقوده الرياض لمحاربة الإرهاب في مجال المعلومات، ومحاربة تنظيم»داعش«.

وقال»نحن فخورون بعلاقتنا مع المملكة، ونعول كثيرا عليها وهذا اليوم تاريخي في علاقة البلدين«، مؤكدا عمل البلدين على تنسيق الجهود لمكافحة التطرف الإيراني، وسبل سير البرنامج النووي الإيراني.

وفي رد حول الانتخابات الإيرانية، وانعكاس ذلك على الأوضاع في المنطقة، قال تيلرسون »منفتحون بالحوار مع أي شخص، ونحن على استعداد للتعاون معهم والحديث معهم في الوقت المناسب»، مشددا على ضرورة الضغط على الأطراف اليمنية لإيجاد حل ملائم، نظرا للحالة المأساوية التي يشهدها الشعب اليمني.