بإمكان وزارة الصحة التقليل من عدد مراجعي مرافقها الطبية بشكل كبير، خصوصاً أولئك الذين يترددون على مراكز أمراض القلب، وعيادات السكر والضغط!

يمكن تحقيق ذلك ببساطة، من خلال توسط وزارة الصحة لدى نظرائها في بعض الوزارات الخدمية، والطلب منهم بشكل ودي عدم الحديث إلى وسائل الإعلام عن منجزاتهم قبل أن تكون واقعاً، أو إطلاق الوعود، لأن معظمها تصريحات من النوع الذي «يسمّ البدن» ويجلب الأمراض!

ما الضرر في أن تجتمع وزارة الصحة مع زميلاتها في الوزارات الأخرى، وتخبرهم بأن ما تصرح به وزاراتهم تكبد الصحة أموالاً ضخمة، وعليهم واجب التعاون معها، والتوقف عن «سوالف الضحى»؟!

إن نجحت وزارة الصحة في إقناع نظيراتها، فسيكون بذلك وفّرت عليها ملايين الريالات، إن لم يتجاوز ذلك الرقم إلى خانة المليارات. أضف إلى ذلك أنه يتوافق تماماً مع رؤية «السعودية 2030» وبرامجها، والتي تؤكد على أهمية ترشيد الإنفاق الحكومي.

أما أن يترك كل مسؤول تنفيذي ما، ليصرح على هواه، بمناسبة ودون مناسبة، ويطلق الوعود العرقوبية للناس، فالخاسر الأكبر في هذه الحالة هي وزارة الصحة التي ستتحمل تكاليف الآثار الجانبية لتلك التصريحات!

ثم ما الداعي لتواجد مسؤول ما على صفحات الصحف، وشاشات التلفزيون، ومواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يلمس المواطن منه نجاحاً حقيقيا. لا تفسير لذلك سوى أنه إفلاس وعجز عن تحقيق المنجز الفعلي، ومحاولة سد فراغه بمنجزات حكواتية!

فالأفعال هي من يجب أن تتحدث عن نفسها، وليست بحاجة لمن ينطق باسمها، وفي حال غيابها حتى شركات العلاقات العامة التي يجلبها ذلك المسؤول، لن تنجح في تلميع صورته وكسب رضا الناس عنه!

هناك مثل طبي شائع يقول إن «الوقاية خير من العلاج»، وغياب تصريحات البعض يدخل ضمن الوقاية من الأمراض!