يطل علينا غدا، شهر رمضان الكريم الحميمي الجميل، بروحه الدافئة، والروحانية، والطيبة الطاهرة، وقد ودعنا قبل عام، بذات الروح.

منذ 4 سنوات أو أكثر، يأتي رمضان مكسور الخاطر، مثلنا تماماً، بسبب الربيع العربي الذي تحوّل إلى خريف من العمر والدم والضحايا.

سورية لا زالت تحمل كل يوم على كتفيها جنازة، وتحمل في بطنها مولودا، وبين الولادة والموت، تسير سورية بلا طريق، بعد أن تطاحنت على أرضها الأعلام والرايات التي يحملها مسلم، في وجه مسلم آخر.

اليمن لا زالت تنتظر أملها في أن تتخلص من ابنها العاق علي عبدالله صالح وتصلّي من أجل ذلك، بينما لازال هو يخرّب ويخطط لفصول دمار لا تنتهي، ويقف جنودنا في وجه هذا العاق، في حرب من أجل أن يبقى شعب اليمن عزيزا لا مُهانا، وهؤلاء الجنود المرابطون، يمر بهم رمضان، وهم على كتاب الله يحلفون بالعهد، وفي كتاب الله يقرأون النصر القريب.

العراق يمر به رمضان، وهو غارق في أحزانه وأغانيه وأنهاره، بينما تتقاتل فيه فرقٌ شتّى، بعضها يريد السلطة، والبعض يريد لقمة خبز يابسة، والبعض يقاتل ولا يعرف لماذا يقاتل، ومع من يقاتل.

مصر تشغلها الحالة الأمنية، ورغيف الخبز الناريّ السعر، والإعلام المتراشق بالكلام وغيره، ووعود يعلقها الساسة في كل مكان وعلى كل جدار، بأن غدا أجمل.

ليبيا لا زالت تضربها يد الفرقة والتمزق والشتات، وتلعب فيها التيارات والأحزاب والمطامع كل ملعب، ولا داعي لأن نستدعي أحزان بعض الدول الإسلامية، من سكين تنحر بورما، لصومال يتضوّر جوعا، إلى أحواز تئن تحت كرباج ملالي إيران وعمائمهم.

بودنا أن نستقبلك يا رمضان مبتسمين، أو على الأقل بدمع أقلّ.