فيما عرفت دولة قطر بتبنيها حركة حماس الفلسطينية وإقامة علاقات بإسرائيل، جاء اختيار عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة لمنصب مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات «معهد الدوحة»، ليثير عددا من التساؤلات عن أسباب هذا الاختيار، في ظل التحولات الكبيرة التي عرف بها بشارة والشكوك الكثيرة التي تحيط به لعلاقته الوطيدة بإسرائيل.

وحسب مراقبين فإن بشارة انضم لحزب «راكاح» الإسرائيلي وزعم أنه ليس صهيونيا، لكنه في النهاية كان حزبا مسجلا رسميا ويعترف بالكيان الصهيوني، وشارك في انتخابات برلمانه وله أعضاء في هذا البرلمان، وأقسموا يمين الولاء للكيان الصهيوني، وهو ما شكل التمهيد الطبيعي لدخول بشارة الكنيست الإسرائيلي.

وقال المراقبون إن بشارة استطاع أيضا أن يخترق حركة «أبناء البلد» وهى الحركة السياسية الوحيدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي رفضت تسجيل نفسها كحزب رسمي، لأنها لا تعترف بالكيان الصهيوني، ولكنه باختراقه لها تمكن من دخول الكنيست.

وأشار المراقبون إلى أنه فاز بعضوية الكنيست ثلاث مرات ممتطيا شعارات قومية، لافتين إلى  أنه من خلال وجوده في الكنيست استطاع إقناع قيادات الكيان الصهيوني بأنه يمكن أن يلعب دورا تطبيعيا مع الدول العربية.



تناقض بشارة

أضاف المراقبون، أن بشارة استغل فكرة القومية العربية كذلك في إقامة علاقة مع حزب الله والكيان الصهيوني، وانتهى به الأمر لخدمة النظام في قطر، والتفرقة بين الدول العربية والانتقال بين المعسكرات السياسية المتنافرة وصولا بتناقضه الأخير حول تصريحات أمير قطر وقيام الموقع الذي يديره «العربي الجديد» بنشر تصريحات أمير قطر ومن ثم نفيها ما يمثل الشيء ونقيضه في آن معا.



تمجيد إسرائيل

أصدر بشارة دراسة بعنوان «إسرائيل على مشارف القرن الـ21»، ومن خلال هذه الدراسة يتبين هدف بشارة في زرع ونشر عوامل الفرقة والتشتت والتحزب الفكري في البلدان العربية، وبما يؤدي إلى زيادة التطرف الديني والطائفي والعرقي، والقضاء على فكرتي القومية العربية والتضامن الإسلامي، وإحلالهما بفكرة التعاون الإقليمي الشرق أوسطي، وتوظيف الأصولية الإسلامية وأيديولوجيات الأقليات في المنطقة لصالح إسرائيل.