ربما كان أهم سؤال سمعه فايز المالكي في حياته «هل لديك مسلسل في رمضان هذا؟»

وربما رد عليهم بابتسامة ومضى. يفتقد الناس فايز في رمضان ربما لأنه كان يجمع العائلة السعودية على ضحكة لا يعقبها خلاف أو نقاش ينتهي بالاختلاف.

في الحقيقة أن فايز المالكي كان جوازاً أخضر يرحل بالبهجة إلى كل مكان على امتداد الوطن الخليجي والعربي أحياناً، لكن شيئا في حياته تغير لم يتكلم عنه كثيراً لكننا نرى آثاره.

هذا التغير الذي جعله يرجئ الفن قليلاً وينخرط في العمل الإنساني يستوقفني كثيراً، لأسأل هل أدرك فايز المالكي حجم القبول الذي منحه الله له في الأرض، فوجد أن لديه فرصة لنشر رسالة أعظم وأهم كثيراً

من مجرد الإضحاك؟ أم أن الله اطلع على قلب فايز فيسره لما يحبه سبحانه وتعالى وهو الإحسان للفقراء والمساكين؟

على كل حال ما يفعله هذا الشاب السعودي المبهج لم يعد فقط الإضحاك بل حرباً شعواء على أحزان الغلابة وآلامهم، ومسلسل فرح يدخل بيوت الفقراء خاصة التي لا تعرف التلفزيون.

 هذا المسلسل متنوع جداً وحلقاته في رمضان هذا مختلفة جداً فلقد سلط الضوء على من خلف أسوار السجون بسبب الديون، وهم فئة لم تؤذ أحدا لكن الفقر نزع سلاحها للحياة فقبعت تنتظر رحمة الله التي جاءت هذا العام بمبادرة إطلاق السجناء المدانيين بالعجز عن السداد في كل أنحاء المملكة.

استطاع فايز أن يطلق مئات سجناء الديون في جازان وفي حائل وفي الأحساء، وكل يوم تظهر مدينة جديدة، وتفتح أبواب عوائل شتى ليدخل أبوهم من الباب بعد غياب أليم، ليشاركهم فرحة رمضان بفضل الله ومبادرة فايز المالكي.

هناك أيضا جانب مهم في هذا وهو أن مبادرة فايز أو مبادراته بشكل عام في جمع الصدقات وتوزيعها واستخدام قبول الناس له في إيصال الرحمات للضعفاء لا تقدم الخير فقط بل تمنع الشر ليس عن الفقراء بل عن وطننا، خاصة مع هجرة المال الخيري إلى خارج المملكة وفرصة استخدامه في الإرهاب وإدانة سعوديين بذلك.

إن فايز يقرب الإحسان للمحسنين ويفتح قنوات شرعية للعمل الخيري في السعودية، وهذا عمل وطني عظيم يستحق أن نقف كلنا له تحية لهذا الرائع، وربما تكون تحيتنا له بأن نقف مساندين وداعمين له بالمال والجهد ليستمر في عمله العظيم.