عقب فوز الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام منافسه المدعوم من الحرس الثوري، إبراهيم رئيسي، أشار ناشطون إيرانيون إلى أن الصراع بين تيار الإصلاحيين والمتشددين بدأ يتزايد أكثر من ذي قبل، خاصة أن المتشددين يتهمون روحاني وحكومته بتزوير الانتخابات الأخيرة، وتعمد إسقاط رئيسي، عبر وقف عمليات الاقتراع في الأرياف والمدن الصغيرة، بحجة انتهاء فترة التصويت. وترى الباحثة الإيرانية والأستاذة في جامعة جورج تاون الأميركية، أريان طبطبائي، أن ولاية روحاني ستشهد محاولات عرقلة من قبل المتشددين، وذلك عبر إنشاء حكومة ظل، يكون نفوذها أقوى من نفوذ الحكومة الرسمية، مشيرة إلى أن التشكيك في الانتخابات الأخيرة هو أولى الخطوات لهذه التحركات. وأضافت في تصريحات إعلامية أن المتشددين المقربين من المرشد الأعلى، علي خامنئي، لن يتوانوا في انتقاد سياسة حكومة روحاني والاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الغربية، ويشيرون إلى عدم جدواه في خفض نسب الفقر والبطالة لدى المواطنين.


مواجهات المتشددين


توقعت طبطبائي أن يواجه روحاني ضغوطا كبيرة من المتشددين، لمنعه من تنفيذ سياساته خلال الفترة المقبلة، في وقت يتصاعد الحديث عن عزم عدد من الشخصيات المتشددة لإنشاء حكومة ظل، تمسك بملفات السياسة الخارجية، والصناعة، والاقتصاد، وغيرها، بدليل تصريحات سعيد جليلي، المقرب من الرئيس السابق، أحمدي نجاد، وكبير مفاوضيه حول البرنامج النووي، أنه ينوي إنشاء حكومة ظل تهيمن على قطاعات الدولة. في غضون ذلك، استمر الجدل بين الجانبين مؤخرا حول تزوير نتائج الانتخابات، وهو ما دفع روحاني إلى التوجه لمرجعية «قم» التي تشكل مصنع القرار السياسي في إيران. وبحسب الأعراف الإيرانية، تمتلك المراجع الدينية في قم القرار الأكبر للوقوف في وجه المحافظين، مشيرين إلى أن الأحزاب السياسية في إيران تستند إلى دعم المرشد خامنئي من أجل إسقاط التهم عنها وصرفها إلى الجهة المقابلة.

 


اعترافات مباشرة


أكد رئيس مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي، للمرشد علي خامنئي، حدوث تزوير في الانتخابات الأخيرة، مشيرا إلى أن رئيسي هو الذي يستحق الفوز وليس روحاني، في وقت أكدت مصادر وجود مخاوف لدى خامنئي من تجدد المظاهرات في حال إلغاء نتائج الانتخابات، لذلك أعلن قبوله لها. وتواجه حكومة روحاني صراعا مفتوحا مع الحرس الثوري، حيث تصاعدت الانتقادات حولها وتم اتهامها بضعف مواقفها أمام تهديدات الإدارة الأميركية الجديدة، والتراجع عن نهج التحدي والمواجهة، مشيرين إلى أن الحرس الثوري يريد فتح جبهة مباشرة مع الدول التي تهدد إيران، في وقت اعترف ممثل المرشد خامنئي، علي سعيد، خلال تصريحات له، بأن فكرة تصدير الثورة تم نشرها في كل من العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وغيرها.

 


المشهد الإيراني


تزايد اتهامات تزوير الانتخابات


روحاني يتشبث بمرجعيات قم


مخططات لإنشاء حكومة موازية


مخاوف من إلغاء نتائج الانتخابات


اتهامات بضعف روحاني


الحرس الثوري يتمسك بالمواجهة