عندما تولى الحجاج بن يوسف العراق دخل المسجد وخطب فيه خطبة جاء فيها:

«هذا أوان الشد فاشتدي زيم 

قد لفها الليل بسواق حطم»

وقال:

«والقوس فيها وترٌ عرد.. مثل ذراع البكر أو أشد.. لا بد مما ليس منه بد، وإن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه نثر كنانته بين يديه، فعجم عيدانها، فوجدني أمرها عوداً، وأصلبها مكسراً، فرماكم بي، لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلال. والله لأحزمنكم حزم السلمة، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل، فإنكم لكأهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. وإني والله ما أقول إلا وفيت ولا أهم إلا أمضيت».