بعيدا عن سياسة نظام قطر الرعناء، وبعيدا عن نهجه السياسي الأهوج، وبعيدا عن كل ما دار ومازال في أروقة السياسة الخليجية، يظل الشعب القطري محل إعزاز، ليس فقط في دواخل المواطنين السعوديين، بل حتى في نظرة النظام السعودي تجاهه، وهذا ما أكدت عليه القيادة السعودية بكل وضوح ولأكثر من مرة، إذ إنها تفرّق تماما بين ما يقترفه نظام الدوحة من دعم مالي ولوجستي للتنظيمات الإرهابية في كل مكان، والتوافق الدائم مع طهران في مخططاتها التوسعية والإرهابية، وبين هذا الشعب القطري الكريم المسالم، الذي لم يكن يوما طرفا في أي معادلة سياسية عدائية أو مشبوهة.

ليس غريبا أبدا، هذا التدافع الكبير من شعب المملكة تجاه الشعب القطري الجار والشقيق، ومبادلته الودّ، في كل مواقع التواصل الاجتماعي، وليست غريبة إطلاقا تلك المشاعر الصادقة وملايين التغريدات التي تم تدويرها تجاه أشقائنا القطريين، خارج دائرة نظامهم السياسي البائس، الذي لم تثنه الأيام ولم تعلّمه الدروس خلف الدروس، ولم تردعه كل التحذيرات والمعاهدات.

هذه الأزمة الرمضانية كشفت بشكل واضح وجليّ قيمة الدم والنسب والجوار، بين شعبين شقيقين، وذاك والله هو الوجه المشرق للأزمة التي نتمنى أن تمر مر السحاب.

لقد كانت موجعة وصادقة تلك الأبيات التي تداولها المجتمع الخليجي لشاعر قطر الشاعر محمد بن فطيس، بل كانت تعبر أجمل تعبير عن تلك اللحمة الشعبية بين شعبي المملكة وقطر، وقالت ما لم تقله التحليلات السياسية:

«ياربعنا اللي بالوصال اقطعونا.. ولقدركم ما قيل روحوا وراكم

لنكم سندنا كان الاخصام جونا.. وحنّا نقدركم ونكرم لحاكم

ولن ديننا واحد ودمنا وابونا.. وانتو ذرانا مثل ما حن ذراكم».