تحولت مائدة إفطار سنوية عقدتها جمعية الوداد الخيرية بجدة، جمعت وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور علي الغفيص، بـ 70 يتيماً ويتيمة من مجهولي الأبوين أو فاقدي الرعاية الوالدية، إلى حزمة مطالبات، كان أهمها حرمان وزارة الإسكان لهم من الاستفادة من البرامج التمويلية السكنية بسبب اشتراط اسم «الأب ورقم هويته»، وهو ما دفع الوزير الغفيص بوعدهم بنقل مطلبهم بشكل مباشر إلى وزير الإسكان ماجد الحقيل.


الابتعاث والمطلقات


من جملة المطالبات التي طرحت على مائدة إفطار «الوداد» مع الوزير الغفيص، ابتعاث اليتميات، والمطالبة بتغيير آليات الابتعاث غير المناسبة لظروفهن، ومن ذلك عدم وجود المحرم بالنسبة لهن، وبخاصة أن العديد منهن تخرجن بنسب تفوق الـ 90%.

اليتيمات المطلقات طرحن على وزير العمل والتنمية الاجتماعية مشكلة غياب الرعاية الكاملة لهن بعد الطلاق، وتقف المشكلة أمام من لديها أولاد أو دون ذلك، وهو ما يضعهن تحت ضغط اجتماعي واقتصادي كبير.


الوظائف العسكرية


قبول الأيتام من مجهولي الأبوين في الوظائف العسكرية كان ملمحا آخر مهما واجه الأيتام به الدكتور الغفيص، وهو يتطلب التسجيل في المواقع الإلكترونية الخاصة بذلك، وفق شروط محددة، كأن يكون المتقدم سعودي الأصل والمنشأ، ويستثنى من ذلك من نشأ مع والده في وظيفة حكومية خارج المملكة.

وكان عدم استخراج هويات وطنية إحدى القضايا التي طرحت في اللقاء، وهي أكبر مشكلة تواجه الجمعيات المتخصصة في رعاية الأيتام مجهولي الأبوين، وتكمن إشكالية ذلك في صعوبة تنقلهم بين المدن، أو السفر، أو حتى العلاج في المشافي الحكومية أو الخاصة، أو تقدمهم للقبول بإحدى الجامعات الحكومية.


طرق غير تقليدية


ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس حسين بحري، أن «حفل الإفطار عادة سنوية لجمعية الوداد الخيرية تجمع نخبة من رجال الأعمال والأعيان والمتخصصين، لتسليط الضوء على شريحة الأيتام».

وأضاف أن «الجمعية تسعى إلى معالجة قضايا مجهولي الأبوين بطرق غير تقليدية، ومن منظور شرعي كالإيواء بنظام الوحدات العائلية، وتشجيع الاحتضان بالرضاعة، وإعداد منهج تربوي للتعامل مع هذه الفئة، وتغيير نظرة المجتمع تجاهها، وتأسيس مركز أبحاث يهتم بالقضايا المتعلقة بمجهولي الأبوين».


تكافل اجتماعي


يذكر أن جمعية الوداد الخيرية، أول جمعية متخصصة في رعاية الأيتام مجهولي الأبوين في المملكة، تأسست عام 1429، بهدف القيام بدور فعال في بناء مجتمعات إسلامية تسودها الرحمة والتكافل الاجتماعي، ومد يد العون لهم، حتى يصبحوا أفرادا منتجين وصالحين في المجتمع. وعقدت الجمعية شراكة استراتيجية مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، لافتتاح فروع لها في مختلف مناطق المملكة، وبناء على ذلك افتتحت فروعاً في الرياض، والمدينة المنورة، والشرقية، وعسير، وجازان، بالإضافة إلى فرع منطقة مكة المكرمة.

وتوفر الجمعية برامج متكاملة ومتطورة للاهتمام بالأطفال فاقدي الرعاية الأبوية، تراعي خصوصية ظروفهم الاجتماعية والنفسية، وتعالج قضاياهم من منظور إسلامي.