وصلتني منذ أشهر رسائل حول «كاوست»، بعض ما ورد فيها من تنبؤات وقعت تماما كما ذكر مرسلوها، لذا خوفا فقط من وقوع غيرها دعوني أضع تساؤلات لا أكثر حول هذه الجامعة التي ترتبط لدينا باسم يحتل مكانة في قلوبنا وهو اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه.

هناك خبران مهمان حول «كاوست» هذا الأسبوع، الأول خبر عن دعوة قدمتها إحدى القياديات المهمة في الجامعة للإعلاميين السعوديين «فطور أو سحور»، في الواقع دعوني أقول عن تجربة وخبرة في الإعلام عندما تدعو مؤسسة بحثية إعلاميين لمائدة طعام هذا مؤشر عظيم لشيء خطير ما هو بالضبط، وكيف هو؟

هذه مهمة الجهات الرقابية في بلادنا وليست مهمتي.

الخبر الآخر هو تعيين المهندس نظمي النصر مديرا لجامعة كاوست وهو مهندس بترول وفخر لنا كسعوديين

في قدراته مع الزيت والحفر، ولا أظن أن هناك من يختلف على هذا، لكن إدارة جامعة وجامعة بحثية وهو

لا يحمل درجة علمية يجعل أمرا كهذا يثير الأسئلة، وأولها هل تعيينه في هذا المكان لأن من تقدمت الجامعة بطلب إليه يرأسها وافق ثم رفض بعد أن وصلته أخبار؟ من يدري ربما؟

على العموم تعالوا نبدأ من الأول من الدكتور جان لو شامو الأميركي والرئيس السابق لأهم جامعة بحثية في العالم الذي فرحنا عندما وافق وأصبح رئيسا لكاوست، لكن بعد أربع سنوات رفض التمديد له وأبلغ الجامعة أنه لا يرغب في البقاء. حاولوا ثنيه فقال إنه سيتقاعد. حسنا الرجل قاد جامعة كالتك لتكون الأولى في مجالها ماذا فعل خلال أربع سنوات في كاوست؟ لماذا لم يقدم شيئا يذكر للجامعة تفخر به وتقدمه للعالم ولنا نحن المنتظرين منذ سبع سنوات وأكثر؟

هل عانى من تحجيم صلاحياته حتى في تلقي الدعوات والمشاركات؟ هل كانت الدعوات الكتابية تصل باسمه إلى قسم العلاقات العامة communications

ثم تنتقل بقدرة قادر إلى غيره؟ هل سمع أحد شكواه من أنه لم يستطع أن يغير، وأن محاولته لربط الجامعة بالصناعة قد فشلت هل سأله أحد لماذا؟

ربما نحتاج إلى عدة أشهر قبل أن يشرح الدكتور جان تجربته في كاوست ويخبرنا بالحقيقة عبر مقال وهذا يحدث عادة فلا يترك هؤلاء تجاربهم دون طرح ومشاركة.

على كل حال ربما وجدنا مقالات أخرى يكتبها مستقيلون آخرون، مما يدعوني لسؤال جديد:

هل استقال من الجامعة ثلاثة نواب للرئيس ومن أمضى مدته رفض التجديد؟

هل رفضهم واستقالتهم كانا رفضا لغياب سياسة التطوير وغياب آلية واضحة للتقويم والمراجعة?

هل لاحظ الكثير من الشباب الكفء ذلك وعندما ارتفعت أصواتهم حوربوا حتى خرجوا؟

أين تذهب الميزانيات الضخمة، بل أين تذهب الجامعة بعد كل هذه الأعوام دون أي نتائج حقيقية نستطيع أن نشير إليها ونقول الحمد لله جاء موسم الحصاد؟

إننا هنا لا نملك سوى الأسئلة نطرحها وعلى الجهات الرقابية أن تبني جسرا مع جزيرة كاوست وتذكر الجامعة

أنها جزء منا وأن أسئلتنا تحتاج إلى إجابة وإجابة مفصلة أيضا.