الشعور هو إحساس جميل ومفيد لاستمرار حياتنا. أحيانا تأخذنا الحياة ومشاغلها بعيدا عن أسرنا وأحبابنا، ورغم ذلك نبقى قريبين منهم ونشعر بوجودهم، ولكن بمجرد أن نركب طائرة ونسافر خارج الوطن نبدأ بفقدهم من الأيام الأولى. ما الذي يجعلنا نَحِنّ ونشتاق لأحبابنا بعد ساعتين أو أربع ساعات من الطيران! هذه الساعات القليلة قد نمضيها في زحمة طريق أو في عمل يومي ولا نشعر بفقدهم. في السفر كل منظر جذاب وكل لحظة جميلة تمر بنا نتمنى وجود أحد أحبابنا ليشاهد وينظر ما ننظر إليه. هذا الشعور فعلا غريب ويجعلنا نعيد النظر في كل أولوياتنا. دائما نعيد ونكرر أننا لا نعرف قيمة الشيء حتى نفقده، ورغم ذلك نستمر في تجاهل الأشياء المهمة بحياتنا.

حتى على مستوى الشعوب والمجتمعات الشعور بالأمن هو شعور مهم، وهذا ما رأيناه عندما تساقطت الدول حولنا، وفاضت بالعبث والفوضى ونحن هنا آمنون مع أطفالنا وأحبابنا. لكن هذا الشعور يجب ألا يجعلنا نتوقف عن السعي للأفضل، والتطلع للمستقبل. تحقيق الأحلام لا يأتي بيوم وليلة، ولا يأتي بدون تروٍّ، وتخطيط حقيقي. نحن في مرحلة جديدة، كل منا له أمنيات يتمنى أن يراها تتحقق. قد تختلف أمنياتنا ولكن يظل الهدف النبيل واحد وهو (تقدم هذا الوطن).

نعم الشعور بالأمن هو الأساس وهو القاعدة المهمة لنهضة أي أمة، ولكن إذا توقفنا عن البناء فوق هذه القاعدة فلن نستطيع الاستمرار ومسايرة العالم.

الشعور بالأمن سلاح ذو حدين، فإما أن يجعلنا متقوقعين على أنفسنا ومنعزلين، وإما أن ينهض بنا نحو المستقبل. التحديات أمامنا كبيرة ونحن قادرون على تجاوزها كما تجاوزنا غيرها. ذلك لن يتحقق إلا إذا تشاركنا، حكومة وشعب، هموم الوطن. شعور المواطن بالمشاركة الحقيقية في صنع القرار وبناء وطنه سيفتح لنا آفاقا جديدة نحو مستقبل آمن، قوي، ومتقدم.