ثلاث سنوات انقضت وعين الحالم لم تغفُ. ثلاث سنوات منذ أن حطت طائرة حلم التغيير والتجديد والابتكار رحالها على أرض أبها البهية. ثلاث سنوات من المصير المجهول لمشروع الحلم.

مشروع الحلم، عُرف عند عامة المجتمع بمشروع مطعم الطائرة. ذلك المشروع الضخم الذي رأى فيه أهالي

عسير مدينتهم الحالمة، وفخرهم أبها عاصمة السياحة، تتحلى بشكل ولون مختلف ومغاير عما سبق أن رأوها عليه.

ليصبح الحلم بعد هذه السنوات من المصير المجهول طائرة مهجورة. سلب المجهولون أثمن ما فيها. عبث بها المارة وخربوها، وغدت بعد ذلك وكر الاشباح العملاق، تيامنا بضخامة حجمها المقدر بـ72 مترا طولها، وعرضها 69 مترا.

إضافة إلى ضخامتها وما استنزفته من الجهود والطاقة في تفكيكها ونقلها من عاصمة السياحة الإسلامية المدينة المنورة، مرورا في طريقها بـ25 مدينة قاطعة مسافة 1470 كلم حتى تصل إلى عاصمة السياحة، ومع تجاوز محطة تلو الأخرى، كانت تزداد الخسائر المادية، ولكن الرهان على نجاح المشروع لم يكن يجعل لتلك الخسائر أي مجال في الحسبان.

في بداية طرح فكرة المشروع ونقل الطائرة، جاء معهما زخم إعلامي كبير، خاصة من أهل المدينتين، وتحديدا أهل عسير ومشاهيرها في وسائل التواصل الاجتماعي، تحدثوا عنها كثيرا، طالبوا معها ببعض الخدمات غير المتوافرة، استبشروا خيرا بمشروع ضخم، إذ تم تعريف المشروع على أنه مدينة متكاملة سكنية وسياحية، تندرج له هذه الطائرة العملاقة كمطعم سياحي على الشكل الأوروبي، ضمن مشروع دُشن عام 2014 برعاية وزير البلديات، وأُطلق حينها على هذا المشروع بـ«حلم أبها»، غير أن هذا الحلم قتل في المهد قبل أن يرى النور.

ومن يرى الطائرة الآن فوق جبل أم الركب، لا يعتقد أن هذه الطائرة المهجورة، المنسي أمرها، كانت يوما ما حلما كلف كثيرا، وأخذ من الوقت كثيرا، وأصبحت حديث الساعة حتى توقفت وتوقف معها نشاطها.

كان من المفترض أن يتزامن قص شريط افتتاح المشروع منذ وضع حجر الأساس له عام 2014 مع الحفل الاستثنائي الذي زفت فيه مدينة أبها عروسا للمصائف العربية قبل مدة، بحصولها على لقب عاصمة السياحة العربية 2017، ولكن هذا لم يحدث.

المشروع لم يعلن عن فشلة، أو حتى تذكر أسباب تأخره وبطئه حتى الآن، إلا أن من يرى أرضية ومكان المشروع، وحال الطائرة المزري، وتآكل لوحة المشروع وبياناته، يتأكد أن طائرة الحلم طار حلم مشروعها، ونشبت الطائرة فوق أم الركب.