بعد سنوات من دعوة أشخاص مصابين بالإدمان وسائل الإعلام بعدم مناداتهم بـ«المدمنين»، والتفريق بين الاسم والمرض، اتخذت «صحيفة أسوشيتيد بريس» مؤخرا خطوة مهمة في هذا التوجه، وتضمن الإصدار الجديد من الكتاب الإرشادي في أسلوب الكتابة AP Stylebook أن كلمة «مُدمن» ينبغي ألا تستخدم كاسم، وتستبدل ببعض العبارات، مثل كان مصابا بالإدمان.




منذ عدة سنوات والأشخاص المصابون بالإدمان يراودهم التساؤل بخصوص متى سيعتبر الإعلام وضعهم كمشكلة طبية، وليست بمشكلة أخلاقية، ومتى سيتوقف عن التقليل من شأنهم بمناداتهم بـ«المدمنين»، وأن يتحدثوا معهم بشكل محترم أكثر كما يحدث مع الأشخاص الآخرين المصابين بأمراض واضطرابات أخرى؟!


خطوة مهمة

اتخذت (صحيفة أسوشيتيد بريس) مؤخرا خطوة مهمة في هذا التوجه. الإصدار الجديد من الكتاب الإرشادي في أسلوب الكتابة AP Stylebook أعلن فيه أن كلمة «مُدمن» ينبغي ألا تستخدم كاسم. وذكر الكتاب «أنه بدلا من ذلك لا بد أن تُستخدم بعض العبارات مثل كان مصابا بالإدمان، أو الأشخاص المصابون بإدمان الهروين، أو أنه يتناول المخدرات». باختصار حاول أن تفصل بين الشخص والمرض. ووضح الكتاب الإرشادي نقاطا لغوية أخرى مهمة من أجل تحقيق أقصى قدر من الدقة وتقليل التحيز في تغطية مواضيع الإدمان.

وعلى عكس الكثير من جوانب الأسلوب الكتابي، إلا أن هذه التغييرات ليست مجرد تغييرات بلاغية أو سياسية تصحيحية. فوسائل الإعلام تسيء فهم الطبيعة الأساسية للإدمان، وقد أدى ذلك إلى بعض المفاهيم الخاطئة جدا حول كيفية تغطية المواضيع المتعلقة به. ويوجه هذا الكتاب قراءه إلى «تجنب بعض الكلمات مثل مشكلة أو إيذاء جسدي، ولكن يُمكن أن تُستخدم شريطة أن تكون مسبوقة بصفة تضفي معلومة مثل خطير أو غير صحي أو مفرط وغيرها. الاستخدام غير السليم عبارة مقبولة كذلك. وأضاف الكتاب أن ليس جميع الاستخدام الخطير يشمل الإدمان، وهو اختلاف قد تم توضيحه لعلماء الأوبئة منذ عشرات السنين، ولكن لم تلحظه الصحافة أبدا.


كلمات مرادفة

الأمر الأكثر أهمية -كما وضح الكتاب- أن على الصحفيين ألا يستخدموا «الاعتماد» ككلمة مرادفة للإدمان. في الواقع تم إسقاط هذا المصطلح، حيث إن التشخيص الرسمي للإدمان في الدليل التشخيصي للطب النفسي في 2013 كشف أن هذين المصطلحين لا يحملان نفس المعنى أبدا. في حين أن (أسوشيتدبريس) لم توضح السبب وراء أهمية ذلك، فإن على الصحفيين والقرّاء أن يفهموا ذلك.

الاعتماد يعني الاعتماد على مادة معينة كي تعمل بشكل طبيعي. الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة لضغط الدم والاكتئاب والإدمان سيعانون في حال تم قطع هذه الأدوية بشكل مفاجئ، ولكن هذا لا يعني أنهم مدمنون. وعلى عكس ذلك، الإدمان يعتبر اضطرابا طبيا يتميز بالتعاطي القهري للمخدرات بالرغم من العواقب السيئة لذلك مثل الضعف العام. في حين أن الإدمان يعتبر مشكلة دائمة، إلا أن الاعتماد قد لا يكون كذلك. وفهم هذه النقطة أمر ضروري للغاية.

ومع ذلك فشل الإعلام في فهم هذه الاختلافات. لنجد في العناوين الرئيسية «الأطفال المدمنين» بكثرة، ووصمة العار هذه بنفسها تسهم بالتأثير سلبا بشكل كبير.


سوء الفهم

تعتبر اللغة أمرا معقدا وبطيئة التغيير - وبالنسبة للمجموعة التي تم تجريمها والتي تحارب وصمة العار سوء الفهم حول وضعها يعتبر ذلك بالصراع المستمر. ولكن عندما يبدأ الإعلام بمعاملة هذه الفئة من الناس المصابين بالإدمان بنفس الطريقة المحترمة التي يستخدمونها مع المرضى الآخرين، وعندما نقوم بتغطية الإدمان بنفس الطريقة التي نقوم فيها بتغطية الأمور الصحية الأخرى ربما سيبدأ الناس بتقبل فكرة أن الإدمان ما هو إلا مشكلة طبية، وأن إدخال الجانب الأخلاقي ومعاقبتهم قد فشل في حل مشكلتهم.