أعلنت وزارة الدفاع العراقية رسميا، أمس، نهاية تنظيم داعش المتطرف في مدينة الموصل، شمالي البلاد، لتنتهي بذلك 3 أعوام من سيطرة المتشددين على المدينة.

وأوضحت الوزارة، أن وجود «داعش» كتنظيم في العراق انتهى إلى الأبد، مؤكدة أنه لم يعد ثمة خيار أمام متطرفي التنظيم المتبقين سوى الاستسلام. من جانبها، تحدثت مصادر ميدانية، عن وجود انهيارات كبيرة في صفوف عناصر التنظيم، ولا يوجد سوى بضعة مقاتلين لا يتجاوزون الخمسة، مازالوا يقاومون هجمات القوات الحكومية. وكانت القوات المشتركة أعلنت أمس استعادتها كامل السيطرة على مسجد النوري الذي يعد المركز الروحي للتنظيم والمناطق المحيطة به، محذرة من وجود مفخخات زرعها عناصر التنظيم في محيطه بشكل عشوائي.


بدء المعارك


حظي مسجد النوري برمزية كبيرة للتنظيم، إذ اعتلى منبره زعيمه أبو بكر البغدادي، وألقى خطبته الشهيرة في يوليو 2014، معلنا بذلك إقامة ما يسمى الخلافة، التي شملت أراضي شاسعة من العراق وسورية.

وانطلقت معركة تحرير الموصل في أكتوبر 2016، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة «داعش»، إلا أن الكثافة السكانية والهجمات المضادة التي كان تشنها عناصر التنظيم بطرق مختلفة، ساعدت في تأخر وعرقلة تقدم القوات الحكومية، في وقت تشير الإحصاءات إلى أن قرابة 350 ألف شخص نزحوا من الموصل، ويعيشون أوضاعا مأساوية بعيدة عن بيوتهم.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع، العميد طيار محمد الخضري، صرح لـ«الوطن»، بأن معركة الموصل حُسمت من الناحية العسكرية لمصلحة القوات الحكومية، نظرا لانحسار المتشددين في جيوب متفرقة داخل أحد الأحياء القديمة، ومحاولتهم الهرب عبر مياه نهر دجلة.

 


الفرار إلى إفريقيا

كشف المتخصص في علم الجريمة ومكافحة الإرهاب الدكتور يوسف الرميح لـ«الوطن»، أن سقوط «داعش» في الموصل سيشتت عناصره في المنطقة، وسيجعلهم يفرون إلى إفريقيا لتكوين مجموعات صغيرة، وإنشاء خليفة جديد يجمعهم باسم لافت، بسبب ضعف النظام الأمني في بعض الدول، مضيفا أن سقوط التنظيم كان متوقعا في العراق وسيليه في سورية وليبيا خلال فترة وجيزة، لأنها منظمة إرهابية وقتية.

وبين أنه غالبا عند انهيار منظمة إرهابية يتم إنشاء آخرى، ليتم لمّ شتات المجموعات وتوحيد صفوفها، واختيار أسماء رنانة تجمع الشتات، لينضم إليها المغرر بهم، والذين لا يملكون الفكر والعقل.

 


مرحلة ما بعد داعش


كشفت مصادر أن اتحاد القوى العراقية، الممثل للمكون السني في العراق، سيعقد مطلع الأسبوع المقبل اجتماعا لإعداد ورقة عمل سيبحثها مؤتمر موسع تحتضنه العاصمة بغداد، منتصف الشهر المقبل، وذلك بمشاركة شخصيات سياسية وممثلي محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى.

وأوضح القيادي في حزب الحق، الوطني عبدالرحمن العبيدي لـ«الوطن»، أن الاجتماع المزمع عقده في منزل رئيس البرلمان سليم الجبوري، سيكون بحضور أبرز قادة القوى السياسية المنضوية ضمن اتحاد القوى العراقية، منهم نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، ورئيس الكتلة العربية صالح المطلك، فضلا عن شخصيات سياسية وعشائرية وممثلي المحافظات المذكورة.

ولفت العبيدي إلى أن المؤتمر سيعقد بعلم الحكومة العراقية، وبدعم من المنظمات الدولية، وذلك بهدف بلورة صيغة مشتركة لتحقيق الحكم المشترك في مرحلة ما بعد «داعش».